«اسرائيل» تصعّد اعتداءاتها على لبنان ...والمقاومة اللبنانية ترد: تثبيت قواعد الاشتباك والسيناريوهات المنتظرة

تشهد الحدود بين لبنان و«كيان» الاحتلال الاسرائيلي تصعيدا غير مسبوق هو الأول من نوعه منذ سنوات. فقد نفذّ الطيران الحربي الصهيوني

ضربات جوية استهدفت عدة مواقع في جنوب لبنان. وقد أكد الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان له أن «استخدام إسرائيل لسلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ 2006». ورأى عون في البيان الصادر عن مكتبه أن هذا «يؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته». وأكد الرئيس اللبناني أن ما حصل «انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن 1701 وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب». في حين اكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب أن «هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية.
من جانبه حثّ قائد قوات اليونيفيل في لبنان الطرفين على «وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وتنتشر اليونيفيل في لبنان منذ 1978 وتتولى منذ 2006 مراقبة الحدود بين لبنان و«إسرائيل» بالتنسيق مع الجيش اللبناني والسهر على تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي أقرّ بعد حرب دارت بين «إسرائيل» وحزب الله في صيف ذاك العام.
يشار الى ان آخر غارات جيش الاحتلال المعلنة تعود الى سنة 2014 وقد نفذت تلك الغارات بالقرب من الحدود مع سوريا.
المقاومة ترد
وقد جاء الرد سريعا من المقاومة اللبنانية التي أعلنت في بيان لها امس الجمعة عن قيام مجموعات في المقاومة بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم، رداً  على الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان. وقال البيان « رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم».
ويثير التصعيد الصهيوني الجديد المخاوف من نوايا «اسرائيل» لتفجير الوضع على الحدود اللبنانية مستغلة الظرف الصعب الذي يعيشه بلد الأرز وحالة الاحتقان الشعبية الكبيرة ضد المنظومة الحاكمة والتي تحملها فئات واسعة مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي في البلاد. خاصة وان هذا التصعيد تزامن مع إحياء اللبنانيين للذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفإ بيروت الذي هزّ لبنان وعاش على اثره حدادا طويلا اثر سقوط 214 شهيدا وأكثر من 6500 جريح .
قواعد الاشتباك
اليوم لا يمكن قراءة ما يحدث في لبنان بعيدا عن الوضع في المنطقة وبعيدا عن حالة الضعف التي تشهدها دول الجوار على غرار سوريا . ولطالما استغل العدو الصهيوني حالة الهشاشة التي تعيشها الدولة السورية في حربها ضد الجماعات التكفيرية وفي تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية قبل أعوام، وذلك من أجل تنفيذ ضربات متكررة كانت شهرية قبل ان تصبح حالة يومية عادية في اطار اضعاف الأنظمة الممانعة للمشروع الصهيوني وتكثيف الضغوطات عليها على كل الجبهات ومختلف الأشكال سواء منها العسكرية او الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها خاصة في سوريا ولبنان وفي فلسطين.
ويقول المحلل السياسي اللبناني توفيق شومان لـ«المغرب» بان رد المقاومة كان متوقعا لمجموعة من الأسباب أولها ان الضربات الصاروخية الصهيونية والغارات الجوية التي تعرض لها لبنان كانت دائرتها قد توسعت لتشمل كل الأراضي المحاذية لفلسطين المحتلة» ويضيف :«لذلك كان يجب على حزب الله ان يرد لان عدم الرد كان سيفسح المجال لتكرار العمليات العسكرية وبالتالي تكون قواعد الاشتباك قد سقطت وهذا بالنسبة لحزب الله ممنوع».
ويتابع محدثنا :«أما المسالة الثانية فتتمثل في ان الإسرائيليين أنفسهم كانوا يقولون بان حرب غزة كانت «حربا مصغرة «لما يمكن ان يكون عليه الأمر في الجبهة الشمالية ويقصدون مع لبنان . لذلك أظن بان الردّ الذي حصل اليوم سوف يوقف الاسرائيليين عند حدهم لعدم وجود قرار في الجانب الاسرائيلي من أجل خوض حرب شاملة. فاذا كان الاسرائيليون قد فشلوا في الانتصار على المقاومة الفلسطينية في غزة التي تمتلك بضعة آلاف من الصواريخ فقط فكيف سكيون الحال مع حزب الله التي يقول مسؤولون اسرائيليون بأنه يمتلك أكثر من 150 الف صاروخ». ويقول شومان بأن هناك مسالة اخرى هامة وتتعلق بالعودة الى ما قبل 1982، فاذا لم يرد حزب الله فمعنى ذلك ان تكرار الاعتداءات الجوية او المدفعية سوف يتكرر وبالتالي يعود لبنان مستباحا جوا وبحرا وبرا من القوات الاسرائيلية وهذا ممنوع».
ويبدو ان بان الاسرائيليين سعوا من خلال توسيع دائرة العدوان الى تكرار الاعتداءات التي تحصل في سوريا من خلال اعداءات يومية ايضا . لكن جاء رد المقاومة اللبنانية ضمن هذا السياق واضحا ، فقد بعثت برسالة واضحة الى الاسرائيليين مفادها بأن نقل المشهد السوري الى لبنان أمر مرفوض تماما ولا يمكن ان يتحقق .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115