للحديث بقية: انفجار الرابع من أوت....كيف لبيروت أن تستذكر فاجعتها ؟

بيروت... الرابع من اوت ...الساعة السادسة وبضع دقائق ....كيف يمكن لشعب الأرز ان يستذكر هذا اليوم وكيف لعرائس جبران خليل جبران ان تتحدث عن هذه الفاجعة ،

وكيف يمكن لهذا الكون أن يستعيد صوت ارتطام كل أحلام الأرض وخيباتها في قلب بيروت في حدث هزّ العالم برمته؟ غدا يستعيد اللبنانيون لحظات قاسية عاشوها في كابوس ليلهم الطويل، هم لا يريدون خطبا وشعارات رنانة بل يريدون العدالة لأرواح الضحايا .يريدون العدالة لوطنهم الذي اختطفته عصابات الفساد واللصوص .
بيروت التي خنقتها الأزمة المالية وجشع الساسة ..بيروت التي خنقها انفجار بحجم قنبلة نووية وخنقها بكاء أبنائها في ذاك اليوم المشؤوم، كيف لها ان تُطل من جديد وتقول لأبنائها لقد شفيت ...انها لكلمة صعبة ما دام التحقيق بعد عام من الكارثة لم يؤد الى حد اليوم الى اية نتيجة والمحاسبة ما زالت في خطواتها الاولى. وتؤكد مصادر قضائية أن الجزء الأكبر من التحقيق قد انتهى. لكن الحصانات السياسية تقف اليوم عائقاً أمام استدعاء نواب ووزراء سابقين ورؤساء أجهزة أمنية وعسكرية للتحقيق رغم الدعوات الشعبية لرفع الحصانات النيابية لمعرفة المسؤول عن سوء تخزين شحنة نيترات الأمونيوم التي وصلت إلى مرفإ بيروت في نوفمبر 2013 على متن الباخرة «روسوس» وكانت في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق لتتحول لاحقا الى زلزال شوه وجه بيروت . لقد تضاربت التقارير حول أسباب توقف هذه الشحنة في بيروت، لكن بحسب تقارير اعلامية، فإن القضاء اللبناني أصدر قرارا بالحجز عليها بعد شكوى قضائية ضدها تقدمت بها شركة لبنانية لأسباب متعلقة بمستحقات لها على الباخرة.
في 2014، أفرغت الحمولة وأودعت في العنبر رقم 12، قبل أن تغرق السفينة المهترئة في 2018.

واليوم بعد عام على الانفجار الذي غيّر وجه «سويسرا الشرق» وحصد أكثر من مئتي قتيل وآلاف المصابين ، من دون أن تكشف أسبابه أو يحاسب المسؤولون عنه، ظل أهالي 214 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح، ينتظرون الأجوبة عن أسئلتهم : فمن المسؤول عن فاجعة فقدان ذويهم ومن يتحمل مسؤولية سوء تخزين مادة «نيترات الأمونيوم» في مرفإ بيروت وتحديدا في العنبر رقم 12 الذي انطلقت منه احدى أكبر الكوارث في العصر الحديث دون ان تغلق صفحته السوداء بعد في انتظار كشف الحقيقة كاملة . فبيروت التي لقبت عبر العصور بأسماء عديدة منها «المدينة الآلهة» و»بيروت الأبيّة والمجيدة» و«زهرة الشرق»، و»أم الشرائع» وسماها الشاعر نزار قباني «ست الدنيا». هل تستعيد أسماءها وأمجادها ؟ فهي تستحق أفضل من هذا المشهد ولبنان يستحق ان تُشرق في سمائه شمس الحياة من جديد ويزول رماد الموت الموحش عن أبنيته ومعالمه وعن شعبه المكلوم ألف مرة وكل يوم بسبب «أمراء الطوائف» .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115