الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «اعتمدت أمريكا وستعتمد على سلاحها الجوي والمعلوماتي في استهداف «أعدائها» في العراق أو في سوريا»

• «داعش الإرهابي لم ينته في العراق لكنه بات ضعيفا»
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» أن الأطراف التي تريد مغادرة الأمريكان للعراق خاضعة بشكل

واضح للنفوذ الإيراني مما يجعلها طرفا غير مباشر في الصراع الأمريكي-الإيراني في العراق . وأضاف بخصوص الانسحاب الأمريكي العسكري المزمع في نهاية العام الجاري. إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى قوات قتالية على الأرض لأنها ليست في مواجهة برية مباشرة مع أحد، لأنها اعتمدت وستظل معتمدة على سلاحها الجوي ومعلوماتها الاستخبارية في استهداف من تعتبرهم أعداءها سواء في العراق أو في سوريا.
• لو تقدمون لنا قراءتكم لنتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي والاتفاق حول الانسحاب الأمريكي العسكري؟
زيارة الكاظمي إلى أمريكا كانت الثانية بعد زيارته السابقة إليها في زمن الرئيس السابق ترامب وتأتي ضمن سياق العلاقات الثنائية ومتطلبات توثيقها لصالح البلدين خاصة وأن إدارة بايدن في تعاطيها مع قضايا المنطقة ومنها قضية العراق خاصة وإن فيه قواعد عسكرية أمريكية تتواجد فيها قوات قتالية وأخرى غير قتالية جاءت بطلب من حكومة المالكي حين احتل ‘’داعش’’ الإرهابي مدنا عراقية نتيجة نخر الفساد للمؤسسات الأمنية مما جعلها غير قادرة على مواجهة فلول ‘’داعش’’ الإجرامية.
وتندرج الزيارة في إطار الحوار بين البلدين لتنظيم العلاقة بين الطرفين بما يخدم مصالحهما المشتركة بما في ذلك محاربة ‘’داعش’’ الإرهابي وتنسيق الجهود الاستخبارية وتقديم الدعم الجوي والمعلومات والتدريب للقوات الأمنية العراقية بما يعزز قدراتها القتالية والاستخبارية. بالإضافة إلى جدولة انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق وهو موضوع تمت مناقشته والاتفاق عليه سابقا خلال زيارة رئيس الوزراء الكاظمي السابقة للولايات المتحدةّ، وفي الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى قوات قتالية على الأرض لأنها ليست في مواجهة برية مباشرة مع أحد، لأنها اعتمدت وستبقى تعتمد على سلاحها الجوي ومعلوماتها الاستخبارية في استهداف من تعتبرهم أعداءها سواء في العراق أو في سوريا.
• كيف كان وقع التوافق العراقي الأمريكي على الإنسحاب على دول الإقليم والدول المؤثرة في الداخل العراقي ؟
يبدو أنّ الكاظمي يريد طمأنة بعض الأطراف الداخلية والإقليمية من أن الوجود الأمريكي العسكري سيتم تقليصه والإبقاء فقط على المستشارين والمدربين ويعطي رسالة طمأنة مفادها أن ما سوف يبقى من القوات لن يشكل تهديدا على أي طرف، مع أنّ الأطراف التي تريد مغادرة الأمريكان للعراق خاضعة بشكل واضح للنفوذ الإيراني ما يجعلها طرفا غير مباشر في الصراع الأمريكي-الإيراني في العراق.
لا أعتقد أنّ تلك الأطراف ستكون راضية عن أية نتيجة يحققها
أو حققها الكاظمي في زيارته ومباحثاته حول اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة لأنها تريد مبررا للإبقاء على ميليشياتها خارج سيطرة الدولة في مخالفة صريحة للدستور الذي يحظر تكوين ميليشيات خارج إطار القوات المسلحة.
وهذه الأطراف متهمة بقيامها بعمليات إغتيال عدد من الأفراد من الأحزاب المنافسة وبعض الكتاب والناشطين المدنيين ومتهمة بممارسة الابتزاز السياسي والمالي ضد الأفراد والمؤسسات بل إن الاتهامات وصلت إلى حدّ استخدام العنف ضد موظفي مفوضية الانتخابات في الإنتخابات السابقة من أجل تزوير نتائجها وهو ما يتخوّف من تكراره في الإنتخابات القادمة.
• إطلاق العراق مجددا عملية عسكرية ضد «داعش» بعد إعلان النصر عليه ،هل يعني ذلك عودة نشاط التنظيم بشكل مكثف؟
‘’داعش’’ الإرهابي لم ينته من العراق لكنه ضعيف ولم يعد يشكل ذلك التهديد الذي كان يشكله سابقاً، ولجأ إلى القيام بعمليات إرهابيّة تستهدف المناطق المدنية الرخوة أمنيا إذ لم يعد قادرا على مواجهة القوات الأمنية العراقية، وجاء إطلاق العملية العسكرية الحالية لاستهداف مخابئه ومضافاته ردا على استهداف المدنيين في مدينة الثورة (الصدر) ولإضعاف إمكانية قيامه بعمليات مماثلة خاصة وانه هدد باستهداف المناطق الأكثر شعبية في بغداد مثل الثورة والشعلة والكرادة والكاظمية لذلك كان على القوات الأمنية العراقية القيام بعمليات إستباقية للحيلولة دون تحقيقهم لأهدافهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115