هجمات تستهدف دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين: احتدام حرب الكر والفر بين واشنطن وطهران في سوريا والعراق

أعادت الهجمات التي استهدفت قوات أمريكية ودبلوماسيين في العراق أمس الأول التهديدات الأمنية التي تواجهها القوات الأجنبية

في بغداد إلى واجهة إهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة البيت الأبيض بقيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وذلك في إطار الحرب غير المباشرة بين واشنطن من جهة وأذرع طهران من جهة اخرى على الساحة العراقية.
هذا وقال مسؤلون أمريكيون وعراقيون إن دبلوماسيين وجنودا أمريكيين في العراق وسوريا استهدفوا بثلاث هجمات بالصواريخ وطائرات مسيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وشمل ذلك سقوط 14 صاروخا على الأقل على قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق التي تستضيف قوات أمريكية مما أسفر عن إصابة عسكريين أمريكيين اثنين.
وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي تعد جزءا من موجة تستهدف القوات الأمريكية أو المناطق التي تتمركز فيها في العراق وسوريا، تتجه كالعادة أصابع الإتهام نحو الفصائل العسكرية المدعومة من إيران والناشطة في العراق.
علما وأن هذه الفصائل وعلى رأسها الحشد الشعبي كانت قد توعدت قبل أيام بالرد على هجمات أمريكية نفذتها واشنطن في أوائل شهر جويلية الجاري وقد استهدفت مقرات تابعة لهذه التشكيلات والفصائل المسلحة على الحدود بين سوريا والعراق.
وقال الكولونيل الأمريكي وين ماروتو المتحدث باسم التحالف إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة في الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق. وسقطت الصواريخ داخل القاعدة ومحيطها. وقال ماروتو في وقت سابق إن ثلاثة أصيبوا.
وقالت مصادر أمنية عراقية وفق وسائل إعلام إن صاروخين أطلقا على السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء في بغداد في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس.
شد وجذب بين طهران وواشنطن
يشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول الذي يستهدف مقرات أجنبية دبلوماسية (سفارات) أو قواعد عسكرية أجنبية في العراق.
علما وأن هذا الهجوم سبقته هجمات سابقة كان آخرها هجوم دام استهدف قوات التحالف الدولي وأسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأمريكيين في مارس من العام الماضي.تلاه رد بداية الشهر الجاري من قبل القوات الأمريكية التي شنت هجمات ضد أهداف للفصائل المسلحة على الحدود العراقية السورية.
وتأتي الهجمات لتزيد من تأجيج حدة التوتر بين إدارة البيت الابيض برئاسة جو بايدن والجانب الإيراني المتهم بالتصعيد والاستفزار بعد قيامه بخطوات إضافية في برنامجه لتخصيب اليورانيوم رغم التحذيرات الدولية وذلك في ظل فشل مفاوضات تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالإتفاق النووي المثير للجدل. وقد شهدت المنطقة الخضراء في العراق. -والتي تضم مقرات السفارات الأجنبية ومقرها العاصمة بغداد-هجمات مماثلة اتهمت فيها طهران أيضا وسط اتهامات من واشنطن التي تعتبر ذلك ردا على اغتيال العالم النووي فخري زاده ومن قبله الجنرال قاسم سليماني.
وتسود المنطقة والعالم على حد سواء مخاوف من حدوث تصعيد عسكري وذلك قبيل أسابيع قليلة من إنتهاء عهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف باتباعه منهجا وسياسة معادية لإيران منذ وصوله الى الحكم عام 2016.
وباعتبار أن الهجمات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية أو المقرات التابعة للدول في العراق وخاصة أمريكا ، فرضت واشنطن إجراءات أمنية غير مسبوقة على السفارة الأمريكية في بغداد تحسبا لهجمات عنيفة، لكن يبدو أن الإجراءات لم تكن كافية في وقت تشهد فيه الهجمات ارتفاعا ملحوظا.
ويواجه العراق منذ عقود طويلة تحديات عدة لعل أهمها محاولاته النأي بنفسه عن الصراع الإقليمي بين دول الجوار ومساعيه للحياد في صراع النفوذ الدائر بين أطراف إقليمية ودولية ، وهو ما عجزت عنه حكومات بغداد المتعاقبة بشهادة أغلب صناع الرأي باعتبار انها أصبحت ساحة للحرب بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني .اذ بالإضافة الى تأثيرات الغزو الأمريكي عام 2003 تواجه الحكومة العراقية توترا في العلاقات مع واشنطن على علاقة بالحضور والنفوذ الّإيرانيين في المشهد السياسي العراقي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115