سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم لـ«المغرب»: الوحدة الوطنية الفلسطينية التي فرضها الشارع الفلسطيني على كل الفصائل ...هي الانتصار الحقيقي

• نحن جزء من معادلة كونية والحق الفلسطيني جزء من حق البشرية
تطرق سفير دولة فلسطين في تونس في هذا الحديث لـ«المغرب» الى تطورات الوضع في فلسطين

المحتلة خاصة بعد قرار الهدنة . مشددا على ان المعركة متواصلة وان وحدة الصف الفلسطيني هي الانتصار الحقيقي في معركة الحرية . ولفت النظر الى وجود رأي عام عالمي جديد بدأ يدرك الحقائق الموضوعية وحقيقة ما يجري في فلسطين ، مؤكدا على ان المعادلة تغيرت وهذا يفرض بناء المستقبل في اطار استراتيجيات تراكمية بناءّه .
• أولا كيف تقرؤون اليوم التطورات المستجدة في فلسطين بعد فرض الهدنة ؟
لازالت المعركة مستمرة، واعتقد انه في اطار الوضع المحرج الذي وضعت فيه الدول العظمى نفسها بعد التحرك الدولي الذي تحقق ووحدة الشعب الفلسطيني في أراضي 48 وفي كل فلسطين التاريخية ...كل ذلك أسقط الخطة التي كانت مبرمجة لتهويد القدس والاعتداء على الأقصى والشيخ جراح . كما اننا لاحظنا تفجّر وعي كامل في الساحة الدولية مما أرعب الاسرائيليين. يجب ان نكون على قدر كبير من الوعي للمرحلة القادمة التي سيرّكز خلالها الاسرائيليون على تفتيت الموقف الفلسطيني من جديد. لذلك علينا ان لا نرفع الشعارات العالية وان لا نعود للتنافسات داخلية بل نوحّد صفوفنا ونوحّد أعلامنا ويكون علم فلسطين موحدا للجميع لا علم الفصائل ، وإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي فرضها الشارع الفلسطيني على كل الفصائل، وهذا هو الانتصار الحقيقي .
اذا خرجنا من هذا الاطار سنرجع حينها لمرحلة وهم جديد يتبخر فيه الموقف الجماهيري الفلسطيني الوحدوي في الداخل والشتات وهذا الوعي الدولي، ونفقد الزخم الذي بدأ ينتشر في الساحة الدولية، لأننا جزء من معادلة كونية وجزء من وعي كوني . وحقنا جزء من حق البشرية وهذا ما بدأ العالم يشعر به وعلينا تثبيت هذا الحق . علينا ان نراجع كل أخطائنا الماضية وأن نبني مستقبلا جديدا في اطار استراتيجية واعية تستفيد من هذا الزخم الكوني حتى نستطيع تثبيت حقنا في الجغرافيا والتاريخ وحينها يستعيد الشعب الفلسطيني حريته وهذا هو الموضوع .
• ما دلالات هذه المعركة وما أبرز نتائجها وكيف تقرؤون إعلان الهدنة ؟
انها بداية فشل واهتزاز استراتيجية صهيونية مدعومة من قوى استعمارية كانت مهيمنة على العالم وقد انهارت أمام الصمود المعجزة لشعب مجرّد من كل الطاقات والامكانيات . واجهها في صلابته والتزامه بهويته وحقه وأرضه وبالطاقة الكامنة التي بدأت تبرز والوعي من خلال التجربة للأجيال الصاعدة . فالشعب الفلسطيني هدم هذه الاستراتيجية بإمكانياته المتواضعة جدا لذلك فان الطرف الآخر في حالة رعب واهتزاز وحتى البيانات التي خرجت من الدول الأوربية والتي تعطي لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها كانت لمجرد رفع معنوياته لا أكثر ولا أقل . فبعد أكثر من 73 محاولة اقتلاع وتبخير الهوية الوطنية الفلسطينية فشل الاحتلال في ذلك ..
كنا في مواجهة هذه الاستراتيجية بقدراتنا وامكانياتنا المتواضعة ، ولكن قدرتنا على التسمك بهويتنا وأرضنا أضعفت استراتيجية المحتل الانتحارية التي كانت تستخدم حتى المواطنين اليهود في العالم كحطب لهذه الاستراتيجية . ولئن كنا الضحية المباشرة فانهم سيكونون الضحية القادمة، ففلسطين تدافع عن حق البشرية .
• الى اين تسير الأمور وهل نحن أمام مرحلة جديدة من التاريخ الفلسطيني ؟
لقد انقلب -في رأيي- ونحن في مفترق طرق استراتيجية مهم ولا بد لنا ان نبني على وحدة الصف الفلسطيني الذي فرضته شعوب فلسطين في كل مكان واثبتت وجودها في اطار المعادلة الدولية واثبتت للعالم ان الرقم الفلسطيني أساسي في كل معادلات.
• وماذا بخصوص الحراك الدبلوماسي في المحافل الدولية لوقف العدوان الاسرائيلي؟
الجمعية العام للأمم المتحدة عبارة عن مخبر يعكس المواقف الدولية التي لا بد من تثبيت آليات تنفيذية لقراراتها . وهناك من يناور لمحاولة إخفاء الحقائق الموضوعية لما يجري على فلسطين ولكن الصورة تعدلت . ما يجري لدى الرأي العام الامريكي أيضا يبيّن بداية تفجر وعي موضوعي حقيقي في الساحات الغربية في أمريكا وفرنسا وفي كل أوروبا . حتى الاعلام الذي كان يتحكم في عقول المواطنين بأكاذيب كان يبتدعها وبدعم صهيوني. كما ان هذه الاستراتيجية تهاوت من داخلها بسبب بحث الأجيال الصاعدة عن الحقائق الموضوعية لما يجري في العالم، وانكشفت الأكاذيب .
• هناك معطى جديد في هذه الحرب وهو ان وسائل التواصل الاجتماعي تنقل الصورة وتوثق الجرائم الصهيونية على عين المكان وتكشف للعالم بأسره ما يحصل فماذا تقولون ؟
هذا صحيح -اليوم- نرى ان هذه الوسائل الحديثة ساهمت في تطوير استراتيجية كشف الحقائق الموضوعية وما يجري على الأرض من تفريق وعنصرية صهيونية ومحاولة إسرائيلية للعب دور الضحية واللقيام بجرائمه بحق الفلسطينيين . وهذه الاستراتيجية تهاوت من داخلها والعالم كله بدأ يقرأ الاحداثيات الموضوعية ويرى ان الطرف الفلسطيني هو الآساسي والآخر هو المجرم الذي زوّر كل الحقائق مدعوما بقوى استعمارية أراد من خلالها الهيمنة على العالم وشعوبه لصالح فئة لا تتجاوز الواحد بالمئة . المعادلة تغيرت فعلينا ان نبني الآن المستقبل في اطار استراتيجيات تراكمية بناءّه ونظهر للعالم اننا عنوان الحق البشري لكل البشرية .
وأحيي موقف تونس الداعم للموقف الفلسطيني المطلق الذي لا يقبل بالمساومة ، كما ظهر ذلك في وعي الأجيال التونسية التي لا تعتبر نفسها متضامنة مع فلسطين بل هي في نفس الخندق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115