د. واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية لـ«المغرب»: «صمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بحقوقه ومقدساته أفشل العدوان الصهيوني»

• «يجب على المجتمع الدولي توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وعدم الإقتصار على وقف إطلاق النار»

أكد واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية لـ«المغرب» أنّ وقف إطلاق النار المُعلن جاء نتيجة تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه ومقدساته داعيا إلى ضرورة عمل المجتمع الدولي على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وأضاف أن الاحتلال ماض في تنفيذ سياسته الإستيطانية وماض أيضا في تنفيذ مخططاته لتهويد القدس عاصمة فلسطين الأبدية وهو مايستوجب استمرار المقاومة والنضال.
• ما تعليقكم على وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بعد أسبوعين من المقاومة الفلسطينية لمجازر قوات الإحتلال ؟
ما أفشل العدوان الصهيوني، الصمود الفلسطيني في الأراضي المحتلة في القدس وفي غزة وفي الضفة الغربية وصمود شعبنا بموقفه ووحدته وبتمسكه بحقوقه وبمقدساته. نجد ان الاحتلال ماض في تنفيذ سياسته الإستيطانية وماض أيضا في تنفيذ مخططاته لتهويد القدس عاصمة فلسطين الأبدية مما يستوجب مزيدا من النضال والمقاومة لذلك يجب على المجتمع الدولي توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني .
اليوم الجمعة حصلت مواجهات واقتحامات من قبل قوات الإحتلال للمسجد الأقصى بهدف كسر إرادة الصمود والتحدي لدى الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن المقدسات الفلسطينية وعن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .
• لو تقدمون لنا قراء في المشهد الفلسطيني بعد أحداث القدس الأخيرة ؟
المشهد الذي عاشته الأراضي الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة كان بمثابة مجزرة ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، حيث تمّ الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وحصلت محاولات لتهجير أبناء شعبنا في حي الشيخ جراح في القدس مما نجم عنه خروج هبة شعبية عارمة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة دفاعا عن القدس ضد هجمات ميدانية وإطلاق للرصاص الحي من قبل الإحتلال ومستوطنيه ضدّ أبناء وبنات شعبنا.
وقد استعمل الاحتلال في هجماته الأسلحة الأمريكية لقصف أبناء شعبنا مما خلف سقوط عدد كبير من الشهداء أمام مرأى ومسمع العالم ، إلا أن الشعب الفلسطيني استمر وسيستمر في المقاومة والنضال ،فكل ما يحصل لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الذي يستمد العزم والصمود في هذه المواجهة من الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الدعمة له، نحن نُثمّن الدعم الشعبي العربي رفضا للإحتلال ودعما للقضية الفلسطينية .
• ما المطلوب اليوم لدعم نضال الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي؟
محاولة أمريكا إفشال عقد 4 جلسات في مجلس الأمن للتنديد بما حصل في الأراضي المحتلة لم يثن الفلسطينيين عن المقاومة والصمود في وجه الإحتلال الغاصب.
يجب على المجتمع الدولي إيجاد كل السبل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتضييق الخناق على سلطات الاحتلال من خلال مقاطعته وتجريمه ومحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها في حق الشعب الفلسطيني .
وكان الموقف الأمريكي الشريك في جرائم الإحتلال عائقا أمام التوصل لقرار إدانة أو وقفا لإطلاق النار قبل أيام .
• بعد الهبّة الشعبية العربية التي دعمت الشعب الفلسطيني في نضاله، ماهي انتظارات الفلسطينيين من الجهات الرسمية العربية ؟
للأسف طلبنا عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب وبالفعل تم عقد الإجتماع إلا أن الدول العربية لم تتخذ إجراءات ومواقف ترقى إلى المستوى المطلوب .
لم تتحذ الدول العربية العربيّة ونعتقد أن الدول العربية المُطبّعة مع الإحتلال والتي قامت بإرساء علاقات مع الكيان الصهيوني جعلته في موقف قوة على حساب الجانب الفلسطيني ولكنها لم تراجع مواقفها، كذلك منظمة التعاون الإسلامي في بيانها لم يصل موقفها إلى مستوى المقاطعة المطلوبة للجانب الصهيوني ولم يشكل ردعا للكيان المحتل.
وكان المجتمع الدولي يرى بأم عينه ما يقوم به الإحتلال، لكنه لم يحرك ساكنا بل اعتمد كما اعتمد سابقا على سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالكيان المحتل . آن الأوان اليوم للقطع مع هذه الإزدواجية في معايير التعامل مع المحتل وأصحاب الأرض وضمان معايير تكفل وقف هذه الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني.
• ما المطلوب للسير نحو الوحدة الفلسطينية قدما وإنجاح الإنتخابات المؤجلة ؟
التأجيل كان بسبب منع الإحتلال مشاركة أبناء القدس في الإنتخابات وهو ما نرفضه رفضا قاطعا ، كل الشعب الفلسطيني له الحق في المشاركة في الإنتخابات . لا يمكن قبول إجراء انتخابات دون مشاركة القدس عاصمة فلسطين، كل العالم رأى كيف أن فلسطين التاريخية اتحدت في الإضراب العام يوم الثلاثاء الماضي في مواجهة الإحتلال، هذا الأمر بات مطلوبا أكثر اليوم وهو أن تكون الوحدة هي السائدة في الوضع الفلسطيني عبر إنهاء الإنقسام الفلسطيني وتوجيه طاقة مختلف الفصائل وإمكانيتها لدعم النضال الفلسطيني بعيدا عن كل التناقضات .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115