رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس حنا عيسى لـ«المغرب»: انتفاضة المقدسيين عملية تراكمية وكانت نتيجة غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وما يقوم به يوميا من انتهاكات في القدس المحتلة

يخوض المقدسيون انتفاضة جديدة ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي قامت بإغلاق المداخل الرئيسية المؤدية الى باحة المسجد الأقصى

أمام المصلين في البلدة القديمة بوضع حواجز معدنية، مما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة على مدار الليالي الماضية . وأكد أستاذ القانون الدولي ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس حنا عيسى لـ«المغرب» مباشرة من « القدس المحتلة» بأن الانتفاضة الجديدة عملية تراكمية لنضالات الفلسطينيين الذي يقفون مرة جديدة في وجه مخططات الاحتلال الرامية إلى إنهاء الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين والقدس بمختلف الوسائل .
• أولا ماالذي يحصل اليوم في القدس وما أسباب الانتفاضة الجديدة؟
هذه الانتفاضة عملية تراكمية نتيجة غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وما يقوم به يوميا في مدينة القدس المحتلة، خاصة عمليات هدم المنازل والاعتقالات . كل ذلك كانت له تداعيات سيئة جدا على اقتصاد المدينة المقدسة ومنع المصلين للوصول الى المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة والاعتداء على المواطنين واغلاق المحلات التجارية الى آخره من عمليات تراكمية حتى تصاعدت في شهر رمضان المبارك بمنع المواطنين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك ومنعهم من تقديم وجبات الافطار داخل المسجد . مما أدى الى قيام هذه الانتفاضة الباسلة خاصة في باب العمود عندما منع الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من المسجد الاقصى مما ادى الى التجمهر اضافة الى الاضطهاد العنصري الذي يقوم به الاحتلال الصهيوني تجاه المقدسيين وهذه الانتفاضة كانت لها مقدمات الى ان وصلت لهذه المرحلة التي نعيشها في الوقت الراهن .
• هل لهذه الانتفاضة علاقة بموضوع الانتخابات ومنع «إسرائيل» من حق المقدسيين في التصويت في الانتخابات الفلسطينية ؟
لم تكن الانتخابات السبب المباشر لهذه الانتفاضة ولكنها كانت نتيجة أسباب عديدة تفاعلت. فقضية القدس ليست متعلقة فقط بمسألة الانتخابات او المشاركة فيها بل هي قضية سياسية بامتياز . وبالتالي نحن كمقدسيين ننتفض مجددا نتيجة الاضطهاد الذي نعيشه في مدينة القدس ومحاولة إسرائيل تفريغها من سكانها الأصليين ونشر مستوطنين وهدم المنازل وإقامة القدس الكبرى. جميع هذه التراكمات الموضوعية أدت الى هذه الانتفاضة . أما بالنسبة للانتخابات فإن الرئيس أبو مازن قال بوضوح بانه لا يمكن ان تجرى انتخابات دون مشاركة المقدسيين ، ولكن«إسرائيل» لا تريد ان تسمح لهم بذلك لانها تريد ان تقول ان القدس يهودية وانه لا مكان على أراضيها للمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين وأقصى ما تطمح اليه تهجيرهم وطردهم من منازلهم وقدسهم .
• انتفاضة المقدسيين تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني الذي لا يستسلم امام الاحتلال رغم التخاذل العربي وموجة التطبيع فكيف ترون انعكاسات موجة التطبيع على الوضع الفلسطيني ؟
لن يؤدي التطبيع الى نتيجة، بل ان الذين طبّعوا أضروا بأنفسهم في بلدانهم لان التطبيع وقع على حساب الشعب الفلسطيني وهذه ليست سياسة حسن نوايا بين دول عربية وإسرائيل ، بل على العكس تشجيع للصهاينة لينفذوا مخططاتهم بطريقة غير معقولة . وتطبيع هذه الدول العربية لا يصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني بل يصبّ بمصلحة الاحتلال . لقد ادرك الفلسطينيون انه عليهم تولي أمورهم بمفردهم وأن كل ما يصدر عن منظمة التعاون الإسلامي او الجامعة العربية حبر على ورق وبيانات وخطابات لا اكثر ولا أقل . وبالتالي على الجميع اليوم التحرك في اطار دعم أهل القدس لا بالشعارات فقط بل على أرض الواقع من خلال تأمين احتياجاتهم وحماية وجودهم ومستقبلهم في مدينة القدس لأنهم المدافعوين الأوائل عن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115