الغارات الإسرائيلية على سوريا ... مؤشرات لتصعيد جديد في المنطقة

استهدفت الغارات الاسرائيلية مرة أخرى سوريا في عدوان طال نقاطا في محيط دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» مشيرة

الى أن القصف الإسرائيلي أدى الى جرح أربعة جنود، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ضابط سوري. وجاءت هذه الغارات بعد اطلاق صاروخ من الأراضي السورية، وسقوطه في صحراء النقب في جنوب دولة الاحتلال وتعد هذه المنطقة جد مهمة واسترايتجية للكيان الصهيوني لأنها تضم مفاعل ديمونا النووي .
والمعلوم ان الكيان الصهيوني اعتاد على استهدف سوريا مرارا منذ بدء النزاع السوري في سنة 2011 ونفذ مئات الغارات وعمليات القصف التي استهدف أهدافا للجيش السوري وغيرها . وذلك بعد ان تحولت سوريا الى ساحة للمعارك الاقليمية والخارجية ولكل من هبّ ودب ليصفي حساباته على أراضيها.
قراءات متعددة
ويأتي هذا الاستهداف بعد عشرة أيام من اتهام إيران لـ«إسرائيل» بالوقوف خلف هجوم استهدف مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز، متوعدة بـ«الانتقام في الوقت والمكان» المناسبين. مما يطرح سؤلا عما اذا كانت هذه الغارات لها علاقة بالجهود الدبلوماسية التي تجرى حاليا في فيينا لإعادة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. فتل ابيب تعارض الاتفاق المبرم في 2015، معتبرة أنه لا يقدم ضمانات أمنية كافية لإسرائيل، وتتهم طهران بالسعي سرا لامتلاك السلاح النووي.
واثار اطلاق الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونا ذعر الأوساط الاسرائيلية فقد وتساءلت صحيفة إسرائيلية بارزة، عن النتائج التي كان من الممكن أن تسفر عن إصابة الصاروخ السوري الذي سقط فجر امس في منطقة النقب، مفاعل «ديمونا» النووي. وقالت صحيفة «جروزاليم بوست» الإسرائيلية، ان «هبوط الصاروخ السوري بالقرب من (المفاعل النووي) ديمونا، يوضح مدى خطورة هذه المعركة». وأضافت «لو سقط (الصاروخ) داخل مجمع المفاعل، لكان الإسرائيليون يستيقظون على حقيقة مختلفة تمامًا». وأشارت إلى أن هذه الحادثة «تلخص كل المخاوف الإسرائيلية». كما دفعت العملية قادة الكيان الى الدعوة للتباحث حول الجاهزية في حال التصعيد مع سوريا او ايران.
وفي الأثناء تؤكد عديد المصادر والتقارير الإعلامية نقلا عن مخابرات غربية وإقليمية إن «إسرائيل» وسّعت بشدة ضرباتها الجوية على ما تشتبه أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في سوريا لصد ما ترى أنه تمدد عسكري مستتر من جانب إيران ألد أعدائها على المستوى الإقليمي».
سيناريوهات عديدة
وعن أهداف وتداعيات هذه العملية يقول المحلل السياسي اللبناني والكاتب قاسم قصير لـ«المغرب»: «حتى الآن ليست هناك معلومات أو معطيات حاسمة حول ما جرى وما مصدر الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونا وهل هو رد على قصف إسرائيلي على سوريا أو أنه رد على ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من استهداف لإيران». ويضيف :«هناك روايات مختلفة ومتناقضة إسرائيلية وايرانية غير رسمية، فالكثير من المحللين شككوا بالرواية الإسرائيلية واعتبروا أن الصاروخ رد موضعي على استهداف «اسرائيل» لموقع نطنز الايراني وأنه تهديد ايراني بأن أي استهداف جديد سيكون الرد قاسيا عليه وكل ذلك يأتي في ظل تقدم جدي للمفاوضات حول الملف النووي الايراني في فيينا والخوف الإسرائيلي من نجاحها». ويتابع محدثنا :«ما جرى يستدعي متابعات ومعطيات كاملة وهو لا يزال قيد البحث والتدقيق إسرائيليا وإقليميا».
أما عن مآل التصعيد، يجيب: «اظن ان الإسرائيليين سيدرسون الأمر بدقة لأن أي تصعيد لن يكون في مصلحتهم ولذا قد يقومون بأعمال أمنية غير مباشرة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115