انتشار عسكري «غير مسبوق» للقوات الروسية على حدود «كييف»: ملف «أوكرانيا والقرم» يُضيق خناق الضغوطات الغربية على موسكو

تشهد الجبهة الروسية الأوكرانيّة في هذه الآونة تصعيدا دبلوماسيا خطيرا قد يصل وفق مراقبين إلى تصعيد عسكري خاصة وأن الصدام

بين الجانبين يشهد تدخلا خارجيا غير مسبوق سواء من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو من الجانب الأوروبي. وفي سياق التطورات المتسارعة بين روسيا وأوكرانيا زادت التعزيزات العسكرية الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا، في قلق «كييف» من جهة وقلق حلفائها الأوروبيين وأمريكا من جهة أخرى. علما أن أحد أسباب الجفاء المتزايد بين موسكو وواشنطن في هذه الفترة هو ملف أوكرانيا . إذ قال المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي، إن التعزيزات العسكرية الروسية، أكبر مما كانت عليه عام 2014.
وقد أشار وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الى ان عدد الجنود الروس المحتشدين عند الحدود مع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم يقدر بأكثر من 150 ألفا، إلا أنّ كيربي أحجم عن إعطاء رقم محدد.وأوضح كيربي خلال مؤتمر صحفي: «إنها بالتأكيد أكبر تعزيزات عسكرية شهدناها منذ عام 2014 حين أدت الى انتهاك السيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها».وأضاف «لن أخوض في تحديد الأعداد أو تشكيلات القوات في ما يخص التعزيزات الروسية»، حسب ما نقلت «فرانس برس».وتابع كيربي قائلا: «نستمر بمشاهدة هذه التعزيزات، وهي كما كانت في السابق مثار قلق جدي بالنسبة إلينا»، لافتا إلى أنها «لا تساعد على حفظ الأمن والاستقرار على طول الحدود مع أوكرانيا، لا في القرم المحتلة».
وبيّن: «سمعنا الروس بالتأكيد يعلنون أن كل هذا يتعلق بالتدريب»، مشيرا إلى أنه «ليس من الواضح لنا تماما أن هذا هو الهدف بالضبط’’.وتظهر التطورات الأخيرة جدية الخلاف بين روسيا وأوكرانيا حيث عاد الصدام والإتهامات في الظهور مجددا معلنا عن تجدد الخلافات بين البلدين الجارين ، وذلك في وقت تشهد فيه علاقات روسيا والغرب وأمريكا توترا وجفاء غير مسبوقين وهي خطوة أخرجت الغضب الدفين بين موسكو وكييف والذي تأجج منذ اندلاع أزمة القرم عام 2014 . وكان الإستفتاء الذي أجرته روسيا وضمت إثره شبه جزيرة القرم قد أثار ردود فعل غربية حادة ومُنددة، وهو استفتاء رفضته اغلب الدول الأوروبية وكان سببا في عزل روسيا اقتصاديا وسياسيا عن دول الإتحاد الأوروبي لسنوات طويلة .
تصعيد مرتقب
ويرى مراقبون أن روسيا تحاول عبر التصعيد بين موسكو وكييف بعث رسالة تهديد روسية مبطنة للجانبين الأوكراني والغربي ولحلف «الناتو» وأمريكا على حدّ سواء. وذلك في أعقاب فصل جديد من التوتر بين واشنطن وموسكو ومارافقه من تصريحات شديدة ومتباينة حول عدة قضايا . إذ ربط مراقبون أزمة روسيا وأوكرانيا الراهنة وإمكانيّة اندلاع حرب بين الطرفين بالصدام الحاصل بين موسكو والغرب من جهة اخرى ، على علاقة بعدة ملفات بدءا بالاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وأزمة المعارض نافلني المعتقل من قبل السلطات الروسية والذي تطالب أمريكا وحلفاؤها بإطلاق سراحه . إلاّ أن الحرب الكلامية بين البلدين -والتي كان من المأمول تراجع حدتها في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن- ستصل إلى مرحلة أشدّ وقعا حيث خلّفت عقوبات اقتصادية جديدة ضدّ موسكو وطردا متبادلا لدبلوماسيين من البلدين وآخر التطورات كانت إعلان أمريكا عن نيتها سحب سفيرها في موسكو للتشاور في خطوة تؤكد على حدة التوتر بين البلدين . يشار إلى أن روسيا استدعت بدورها سفيرها لدى واشنطن في الشهر الماضي بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «قاتل»، وتبادل البلدان فرض عقوبات اقتصادية في الأسبوع الماضي.
وفي نفس السياق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس الثلاثاء إن عقد قمة محتملة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن يعتمد بشكل كبير على التصرفات التي ستقوم بها الولايات المتحدة.وعلى الرغم من توتر العلاقات بين البلدين ووصولها إلى نقطة صعبة في الآونة الأخيرة إلا أن الكرملين لم يستبعد قبول مقترح من بايدن بعقد قمة بين الرئيسين في دولة ثالثة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115