Print this page

ذكرى يوم الأرض... كي لا ننسى الحكاية

أحيا الفلسطينيون يوم امس 30 مارس ذكرى «يوم الأرض»، التي اعتاد هذا الشعب على إحيائها كل عام على مدى 45 عاما . وتعود أطوارها

الى مارس من عام 1976 عندما قام الاحتلال الصهيوني بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي في مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة. وتبعت ذلك سلسلة من الإضرابات العامة ومسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط جرحى واعتقال المئات.
ويتزامن إحياء يوم الأرض هذا العام مع بدء تنفيذ «صفقة القرن» الأمريكية التي فسحت المجال لإعادة تهويد مزيد من الأراضي وفتحت شهية نتنياهو لبناء مستوطنات جديدة يربح بها سباقه الانتخابي .
ورغم التواطؤ والتخاذل العربي من قبل عديد الأنظمة التي مدت يدها للمحتل الصهيوني ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الأممية والدولية وحتى المسلمات العربية المتعلقة بالمقدسات في القدس الشريف ، الا ان المقاومة تظل متواصلة ويبقى نبضها مشتعل في وجدان كل عربي وفلسطيني حر . فاتفاقيات التطبيع التي وقعتها بعض الأنظمة لن تغير من حقيقة الحق الفلسطيني في أرض فلسطين ولن تغير من الوجود الفلسطيني الذي سيزداد عمقا وتجذرا عبر الأجيال . ويحدثنا التاريخ عن ان عمر الاحتلال الاسرائيلي في أرض فلسطين لا يساوي شيئا بالنظر الى عمر الاستعمار الفرنسي للجزائر والذي استمر قرابة 132 عاما... فالمعركة لا تزال متواصلة وسيكتب التاريخ كل حروف الحقائق القادمة بدماء الشهداء الذين عطروا تراب هذه الأرض المقدسة.
و«الأرض هي جوهر الصراع»، و«هي إحدى الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها بأي حال من الأحوال» حسب ما أكدت حركتا فتح وحماس في بيان خاص بذكرى يوم الأرض وسط دعوات للوحدة الوطنية باعتبارها طوق النجاة الأخير للفلسطينيين في معركتهم المحقة لاستعادة أرضهم .
ان الاحتفال بهذه الذكرى استثنائي هذا العام خاصة مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الذي تتسارع وتيرته مع تسجيل 25 قائمة للانتخابات التشريعية الفلسطينية .
وتبدو الأنظار مشدودة الى هذه الانتخابات التي ستجرى على 3 مراحل خلال العام الجاري، برلمانية في 22 ماي القادم، ورئاسية في 31 جويلية ، وانتخابات المجلس الوطني في 31 اوت . والتساؤل الأهم هو هل ستكون هذه الاستحقاقات الهامة بداية لمرحلة جديدة في المشهد الفلسطيني بعد سنوات من الجمود والانقسام .

المشاركة في هذا المقال