Print this page

من ينقذ سفينة لبنان من الغرق؟

شبّه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وضع لبنان بسفينة «التيتانيك» الشهيرة وقال بري ان البلد كله في خطر وآن الأوان

كي نستفيق وإذا غرق لبنان سيغرق الجميع دون استثناء. ويبدو ان الساسة اللبنانيين الى حد الآن لم يستشعروا الخطر الذي يحيط ببلدهم ولا زالوا يواصلون في سياسة التعنت وعدم القبول بتمرير حكومة لا تتماشى مع مصالحهم الفئوية والمذهبية والطائفية الضيقة .
يتفق جلّ المحللين والمراقبين على أن الأزمة المالية التي يعيشها بلد الأرز هي الأسوأ في تاريخه وهي أكبر تهديد لاستقراره بعد الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين أعوام 1975 و1990. ورغم تدهور القدرة الشرائية للمواطنين وحالة الإفلاس التي قضت على كل آمال للحياة لدى هذا الشعب المنكوب بنخبته السياسية ، لا تزال عجلة الحكومة عاجزة عن التحرك والتقدم. فالخلاف بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري -والذي يرى نفسه حامي مصالح «السنة» -في بلده والرئيس ميشال عون الذي يحتمي بعباءة أنصاره من الديانة المسيحية ...كل ذلك جعل لبنان يعود عقودا الى الوراء . ولا يتعلق الأمر فقط بتراجع القدرة المالية وارتفاع الأسعار بل وصل الامر الى فقدان الاوكسجين الحيوي من المستشفيات مما وضع أرواح مئات المرضى على المحك .
وكانت سوريا قد اعلنت في الأسبوع الماضي عن تزويد مستشفيات لبنان بـ 75 طناً من الأكسجين، في رسالة تضامن مع لبنان في محنته ولكنها لا تخلو من القراءات السياسية . فقد اعتبر البعض بان هذه الخطوة تحمل دلالات ورسائل كثيرة أهمها بان سوريا هي رئة لبنان وهي «أوكسجينه»، ورغم الخلافات السياسية بين انصار سوريا ومعارضيها في لبنان الا ان منطق الجغرافيا والجوار هو الذي يحكم المعادلات الإنسانية والسياسية والتاريخية قبل أي شيء آخر . وقد اكد وزير الصحة اللبناني حمد حسن إن تأمين الأوكسجين سيساهم في إنقاذ لبنان من كارثة وإنقاذ حياة الكثير من اللبنانيين بعد خلو مستشفيات لبنان من الأكسجين، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع وزارة الصحة السورية لمد لبنان بالأكسجين، وكانت الاستجابة بالسرعة القصوى.
وبعد الاوكسجين السوري أيضا تحدثت تقارير عن مسارعة تركيا الى مدّ لبنان بهذه المادة الحيوية ..والمعلوم ان انقرة بعد أكثر من عشر سنوات من التدخل في الملف السوري ، دخلت على خط الأحداث الدائرة في لبنان منذ فترة وسط مخاوف من ارتفاع نفوذ تركيا في عدد من المناطق بتعلة الروابط الدينية والتاريخية وغيرها من الشعارات الرنانة التي تبهر الفئات الهشة ولكنها في الآن نفسه سيف مسلط على بلادهم .

المشاركة في هذا المقال