هجوم جديد استهدف قاعدة جوية أمريكية في «أربيل»: العراق وأمريكا وفشل سياسة حماية البعثات والقوات الأجنبية ..

خلّف الهجوم الذي استهدف قاعدة جوية في إقليم كردستان العراق، مساء أمس الأول تنديدا دوليا واسع النطاق . وهذا الهجوم ليس الأول الذي يستهدف

مقرات أجنبية دبلوماسية (سفارات) أو عسكرية أجنبية في العراق. وقالت قيادة القوات الأمريكية في العراق أن 9 أمريكيين قتلوا في هجمات أربيل فيما قتل مدني أجنبي .
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق، جينين هينيس-بلاسخارت: «ندعو لحماية العراق من التناحرات الخارجية، وإلى ضرورة ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم على مطار أربيل’’ .

فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى إجراء تحقيق في الهجوم الصاروخي على مدينة أربيل، عاصمة كردستان العراق، متعهّداً بـ«محاسبة المسؤولين عنه».وقال بلينكن في بيان له: «نشعر بالغضب من الهجوم الصاروخي على إقليم كردستان العراق»، مضيفاً: «لقد تواصلت مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الحادث، وأكّدت له دعمنا الكامل لإجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين».وكتب رئيس حكومة كردستان العراق على حسابه في تويتر: «أدين بأشد العبارات الهجمات الصاروخية على أربيل، وأحث جميع الكردستانيين على التزام الهدوء».وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم «سرايا أولياء الدم» مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة، قائلة إنها استهدفت «الاحتلال الأمريكي» في العراق. ولم تقدم ما يدل على ادعائها.

وتوجهت أصابع الإتهام إلى إيران وهو ما نفته طهران التي قالت وفق بيان صادر عن وزارة خارجيتها «ليست لنا أي صلة بهجوم أربيل ونرفض أي عمل يعرض أمن العراق للخطر’’. يشار إلى أن هذا الهجوم سبقته هجمات سابقة كان آخرها هجوم دام استهدف قوات التحالف الدولي وأسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأمريكيين في مارس من العام الماضي.

وتأتي الهجمات لتزيد من تأجيج حدة التوتر بين إدارة البيت الابيض برئاسة دونالد ترامب المنتهية ولايته والجانب الإيراني المتهم بالتصعيد والاستفزار بعد قيامه بخطوات إضافية في برنامجه لتخصيب اليورانيوم رغم التحذيرات الدولية. وقد شهدت المنطقة الخضراء في العراق. -والتي تضم مقرات السفارات الأجنبية ومقرها العاصمة بغداد-هجمات مماثلة اتهمت فيها طهران أيضا وسط اتهامات من واشنطن التي تعتبر ذلك ردا على اغتيال العالم النووي فخري زاده وقبله الجنرال قاسم سليماني.

وتأتي هذه التطورات بعد أشهر قليلة على اغتيال فخري زاده وتتزامن أيضا مع اقتراب ذكرى مرور سنة على إغتيال الجنرال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في جانفي من العام الجاري . وتسود المنطقة والعالم على حد سواء مخاوف من حدوث تصعيد عسكري وذلك قبيل أسابيع قليلة من إنتهاء عهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف بإتباعه منهجا وسياسة معادية لإيران منذ وصوله للحكم عام 2016.

هجمات سابقة
وباعتبار أن الهجمات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية أو المقرات التابعة للدول في العراق وخاصة أمريكا ، فرضت واشنطن إجراءات أمنية غير مسبوقة على السفارة الأمريكية في بغداد تحسبا لهجمات عنيفة، وأضافت تقارير أن التدابير الأمنية التي جرى تطبيقها على السفارة الأمريكية في بغداد ومحيطها، فرضت على السفير الأمريكي، ماثيو تولير، وفريق مكتبه مغادرة مقرات السفارة لأسباب تتعلق بأمنه وسلامة الموظفين والدبلوماسيين المتبقين في السفارة.وقالت مصادر أن جزءا من طاقم السفارة الأمريكية في بغداد نقل إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد كما أعلنت الحكومة العراقية أنها خصصت 3 آلاف عنصر إضافي من قوات الأمن لحماية البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الأجنبية في المنطقة الخضراء .كما تناقلت وسائل إعلام أن الحلف الأطلسي يتجه لزيادة عدد قواته في العراق من 500 إلى 5000 . إذ يرى مراقبون أنّ تجدد الهجمات مرة أخرى سيفرض على الجانبين الأمريكي والعراقي إعادة النظر في سياستهما الأمنية .

ويواجه العراق منذ عقود طويلة تحديات عدة لعل أهمها محاولاته النأي بنفسه عن الصراع الإقليمي بين دول الجوار ومساعيه للحياد في صراع النفوذ الدائر بين أطراف إقليمية ودولية ، وهو ما عجزت عنه حكومات بغداد المتعاقبة بشهادة أغلب صناع الرأي باعتبار انها أصبحت ساحة للحرب بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني .فبالإضافة لتأثيرات الغزو الأمريكي عام 2003 تواجه الحكومة العراقية توترا في العلاقات مع واشنطن على علاقة بالحضور والنفوذ الّإيرانيين في المشهد السياسي العراقي.

وبعد الإعلان عن فوز جو بايدن بالرئاسة تفاعلت الطبقة السياسية العراقية ايجابيا مع خروج ترامب من الحكم مما يؤكد أن المشهد السياسي يعلق آمالا كبيرة على الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.ويجد العراقيون أنفسهم في خضم صراع متأجج بين واشنطن وطهران زادت حدته خلال فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. ولم تنجح كل الحكومات المتعاقبة في النأي بالعراق عن الصراع الايراني الأمريكي باعتبار الانقسام الطائفي والديني المسيطر على البلاد واختلاف انتماءات الكتل السياسية في بغداد والتي اغلبها مناصرة لإيران و تمتلك أذرعا سياسية داخل بلاد الرافدين. كما يعول الايرانيون وساسة العراق على بدء مرحلة جديدة في عهد الرئيس الجديد جو بايدن الذي قال بعد فوزه أنه سيعود إلى الإتفاق النووي بين إيران والقوى الست؛ وذلك بعد انسحاب واشنطن في عهد ترامب. ولئن يرى البعض أن عودة واشنطن لن تكون دون شروط؛ يرى البعض الآخر أن إدارة بايدن ستعمل على وضع اتفاق جديد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115