ليبيا.. بين الاستفتاء حول الدستور والانتخابات

اختتمت الجولة الثالثة للمسار الدستوري في مدينة «الغردقة» المصرية بين وفدي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وبمشاركة

رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وبحضور مسؤول المسار الدستوري ببعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا وسط انقسام وخلاف بين من يطالب بإنجاز الاستفتاء قبل إجراء الانتخابات العامة وبين من يرى استحالة الالتزام بخارطة الطريق المنبثقة عن منتدى الحوار السياسي لعدة أسباب وموانع.
وكان عماد السايح رئيس مفوضية الانتخابات أكد أن إنجاز الاستفتاء على مشروع دستور 2017 يتطلب أربعة أشهر . وأضاف السايح بان اعتماد حكومة دبيبة من طرف مجلس النواب ووفق البعثة الأممية ومخرجات منتدى الحوار السياسي جنيف، فقد منح 42 يوما كمهلة للحكومة المعروضة على البرلمان لتحصل على المصادقة أو سيعود الأمر للجنة الحوار السياسي. ويرى مراقبون أن ظروف انجاز الاستفتاء قد تتطلب ما لا يقل عن سبعة أشهر، هذه عقبة أولى اما العقبة الثانية فهي تلك العيوب التي تضمنها مشروع الدستور إذ سبق ان أعلن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا مقاطعته للجنة الستين المكلفة بصياغة مشروع الدستور ثم وبعد انهاء تلك اللجنة لعملها أعلن الأمازيغ أيضا مقاطعة الاستفتاء إضافة لهذا الرفض من احد أهم مكونات البلاد اي الامازيغ رفضت مكونات إقليم برقة كافة الاستفتاء على مشروع دستور2017 واعتبرت أن جماعة الإخوان قرت مشروع دستور على مقاس الجماعة . وبات من شبه المؤكد بان إنجاز الاستفتاء وعلى ضوء هكذا انقسام وضيق الوقت الذي فرضته مراحل خارطة الطريق للوصول إلى حل نهائي للأزمة على القاعدة الدستورية التي تطالب بها الأمم المتحدة لانجاز الانتخابات وذلك لن يتوفر إلاّ باعتماد دستور متوافق عليه من الليبيين، مما يعني الذهاب لانتخابات بالاعتماد على الإعلان الدستوري الذي جاء في ظروف خاصة ولم يقل فيه الشعب كلمته. ثمة رأي ثالث وان كان ضعيفا ويرى ضرورة تغيير بعض بنود وفصول مشروع الدستور وعودة الأمازيغ للمشاركة في الصياغة والقبول بتأجيل الانتخابات إلى ما بعد الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من هذا العام، بمعنى آخر تستمر الحكومة الجديدة لوقت إضافي وهذا السيناريو قد يكون مرفوضا شعبيا.
زيارة المنفي لحفتر بين الترحيب والانتقاد
التقى القائد العام للجيش المشير حفتر بالرجمة مع رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي، وقد أشاد المنفي بتضحيات الجيش في إطار محاربة الإرهاب وحماية الوطن وجدد حرصه على دعم مؤسسة عسكرية موحدة. من جانبه أكد حفتر أن الجيش سوف يحمي الديمقراطية ويلتزم بمخرجات الحوار السياسي والتسليم السلس للسلطة.
وكان المنفي قد قدم من أثينا وكانت بنغازي أول محطة له وتستمر زيارة المنفي لبرقة ليومين حيث وصل أمس الجمعة إلى مدينة طبرق والتقى مع عمداء بلديات برقة وكان في استقباله آمر سلاح الجو اللواء صقر الجروشي .زيارة رحبت بها مكونات الاقليم واعتبروها رد اعتبار لبرقة واعتراف من السلطة الجديدة بأهمية دور المؤسسة العسكرية بقيادة حفتر ، فيما وجه خالد المشري انتقادات لاذعة للمنفي ، وكانت أصوات أخرى غير المشري انتقدت خطوة المنفي وأجمعت جميعها أن المنفي اخطأ العنوان بزيارة بنغازي وبالذات لقاء حفتر.
أزمة منح الثقة تلاحق حكومة دبيبة
دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أعضاء البرلمان لحضور جلسة تشاورية في طبرق للنظر في ترتيبات عقد جلسة منح الثقة لحكومة دبيبة، كما أكد عقيلة صالح أن من شروط منح الثقة حضور جميع النواب وان جلسة منح الثقة ستعقد بطبرق أو سرت .
من جهة ثانية يطالب النواب المقاطعون في الغرب الليبي ومن تيار الإسلام السياسي بعقد الجلسة بطرابلس أو صبراتة .مشهد يعكس مدى انقسام البرلمان وصعوبة حصول الحكومة المقترحة على ثقة البرلمان وان عودة الأمر للجنة الحوار السياسي واردة جدا، وهذا معناه أن السلطة الجديدة قد تكون عرضة لرفع دعاوى قانونية في ما يتعلق بشرعيتها شان ما تعرضت له حكومة الوفاق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115