ليبيا : سيناريوهات ما بعد الحوار السياسي... الممكن والمستبعد

انطلقت أمس الاثنين في مقر الامم المتحدة بجنيف جولة جديدة من الحوار السياسي الليبي - الليبي والمتعلقة بالتصويت المباشر على السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة .

وحسب البعثة الأممية تتواصل الجولة الحوارية حتى الخامس من هذا الشهر.

وكان أغلب المشاركين في الحوار السياسي قد تلقوا دعوات للحضور الى جنيف، وبسبب غلق البعثة الدبلوماسية السويسرية بليبيا تحول المشاركون إلى جينيف عبر تونس. مصادر اعلامية مقربة من منتدى الحوار السياسي كشفت عن ان البعثة الأممية قامت امس بفرز ودرس الترشحات الواردة عليها والنظر في مدى احترامها للشروط المطلوبة للترشح للسلطة التنفيذية الجديدة.

وكان المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا ورجال قانون انتقدوا ترشح رئيس المحكمة العليا وديوان المحاسبة للسلطة التنفيذية القادمة، واكد المعارضون على ضرورة احترام وضمان استقلالية القضاء .

فرص النجاح
على صلة بانطلاق جولة الحوار السياسي بجنيف والمخصصة للتصويت على السلطة التنفيذية وانهاء حالة الانقسام والتجهيز للانتخابات التشريعية والرئاسية مع نهاية العام الجاري تساءل نشطاء سياسيون من داخل ليبيا عن السيناريوهات الممكنة والمستبعدة بعد محطة جنيف للحوار السياسي بإشراف ورعاية الامم المتحدة؟
بداية وقبل الاجابة او استعراض السيناريوهات المختلفة لما بعد الخامس من فيفري الجاري لابد من الاشارة الى وجود ارادة لدى المجتمع الدولي او بالتحديد لدى القوى العظمى في ارساء الحل السلمي للصراع من خلال مبادرة الامم المتحدة، اول مؤشر لتلك الجدية تزامن ملتقى جنيف والتصويت على المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة مع انعقاد اجتماعات اللجنة الامنية المشتركة وبجنيف لتحسم النقاشات في أهم البنود اي سحب المرتزقة والقوات الاجنبية .

من المؤشرات الجدية للقوى الكبرى في طي صفحة الانقسام الدولي اعتماد ستيفاني وليامز وفريق البعثة الاممية على آلية اختيار السلطة فيها الكثير من المرونة، فلو فشل مرشح كل اقليم لضمان الحصول على 70% من الاقليم المترشح عنه وباقي الاقاليم، في هذه الحالة تطلب البعثة الترشح بالقوائم. وبهذه المرونة يصعب جدا توقع فشل ملتقى جنيف والتصويت على السلطة المؤقتة الجديدة والكشف النهائي عن متقلدي مناصب المؤسسات السيادية

السيناريوهات المستبعدة
مقابل حظوظ نجاح الامم المتحدة في ايجاد سلطة تنفيذية موحدة وتنفيذ خارطة الطريق الناتجة عن مؤتمر برلين يتحدث البعض عن امكانية فشل مسار الحوار، وهو ما يعني مواصلة فائز السراج لمهامه على رأس حكومة الوفاق وتوحيدها مع المؤقتة بالشرق الليبي والمصالحة مع حفتر . وهي الفكرة والمقترح الذي ناقشه احمد معيتيق مؤخرا بالرجمة مع المشير حفتر. ولم تتوفر معلومات عن رد حفتر على هكذا مقترح . من السيناريوهات غير الممكنة ان يتعذر بلوغ توافق بين أعضاء اللجنة الامنية المشتركة 5+5 او ان تتحرك مجموعات مسلحة ممن ترى ضياع مصالحها في المشهد القادم وتفرض أمر واقع جديد.
الى ذلك لفت خبراء عسكريون ورجال قانون وباحثون استراتيجيون الى وجود عقبات أمام تنفيذ بند سحب القوات الأجنبية سواء التركية او تلك المحسوبة إلى روسيا ، لكونها تستند على اتفاقيات امنية مع الوفاق ومع سلطات برقة . حيث مدد محلس النواب التركي نشر انقرة لقواتها في ليبيا لثمانية عشر شهرا .فرغم طلب الولايات المتحدة كل الأطراف الأجنبية وتحديدا تركيا وروسيا بسحب قواتهما فورا فان الأمر معقد جدا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115