بايدن يستهل عهدته الرئاسية بتصفية إرث ترامب: خطاب الرئيس الأمريكي الجديد... سياسة تصالحية مع أوروبا ودول العالـم

• بايدن في خطاب التنصيب: اليوم نحتفل بانتصار الديمقراطية

تمّ يوم أمس الاربعاء رسميا تنصيب الرئيس الأمريكي الـ46 في تاريخ أعتى وأقوى دول العالم الديمقراطي جو بايدن الذي أدى اليمين الدستورية خلفا للرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب. وخرجت مراسم التنصيب هذا العام عن نسقها المعتاد حيث شهد محيط البيت الأبيض انتشار أعداد غير مسبوقة من الجيش والأمن خشية تكرر سيناريو اقتحام أنصار الرئيس السابق لمبني «الكابيتول» احتجاجا على خسارته في إنتخابات الـ3 من نوفمبر. وجرت العادة بأن تتسم مراسم تنصيب الرئيس الجديد لأمريكا بالحضور المكثف لرؤساء سابقين وسياسيين وأعداد غفيرة من الشعب ، إلاّ أنّ الوضع الأمني الحساس بالإضافة إلى الوضع الصحي الطارئ نتيجة الإنتشار الخطير لجائحة «كورونا» في بلد العم سام حالا دون ذلك.

أدى جو بايدن القسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الـ46 لأمريكا. وقال بايدن في خطاب القاه خلال حفل التنصيب تحت مسمى «امريكا الموحدة» ان «التاريخ الأمريكي لا يعتمد على شخص محدد، و سنعمل على توحيد أمتنا وشعبنا». وأضاف، «جائحة كورونا كلفت أمريكا آلاف الأرواح». وتابع، «سنتصدى للغضب والتطرف بالوحدة».

وقال بايدن في خطاب التنصيب «اليوم نحتفل بانتصار الديمقراطية، والعنف قبل أيام سعى لهز البلاد». مضيفا «نتطلع إلى الطريقة الأمريكية الفريدة». وأكد أن «إرادة الشعب سمعت وتم تنفيذها».
وشكر بايدن الرؤساء السابقين الذين حضروا التنصيب. وقال «هناك الكثير من العمل الذي سنقوم به، ويجب أن نواجه صعود التشدد وتفوق العرق الأبيض».
وأضاف «سنعمل على تحقيق حلم العدالة للجميع سريعا»، وأشار إلى انتخاب أول امرأة لمنصب نائب الرئيس كإنجاز للبلاد.
وأكد بايدن قوله « نستطيع أن نحارب الأعداء بالاتحاد».

وشهدت واشنطن إجراءات أمنية مشددة بتوزّع أكثر من 25 ألفا من قوات الحرس الوطني وإغلاق متنزه «ناشيونال مول» الذي خلا لأول مرة من متابعي الحدث الذي يقام كل أربع سنوات ، وذلك في إجراءات احترازية غير مسبوقة لحماية مراسم أداء بايدن لليمين الدستورية من هجوم كبير على غرار ما حدث عندما هاجمت حشود مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من جانفي مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

وقالت تقارير رسمية أنه تم ‘’رصد مؤشرات محدودة على وجود مؤامرة منظمة لعرقلة التنصيب، لكن تهديد الهجمات الفردية أو ارتكاب متطرفين لأعمال عنف لا يزال يثير القلق خاصة في عواصم الولايات’’.وقال مسؤولون في البنتاغون إن حوالي 12 من جنود الحرس الوطني استُبعدوا من مهمة تأمين تنصيب بايدن بعد تدقيق شمل تحريات بشأن صلات محتملة باليمين المتطرف ورسائل نصية مقلقة.

وأُغلقت جسور تربط فرجينيا بوسط مدينة واشنطن ومحطات مترو الأنفاق في المنطقة الأمنية التي وصفها بعض السكان بأنها أصبحت مثل المنطقة الخضراء التي تشبه الحصن بوسط العاصمة العراقية بغداد.وتخيم أجواء قاتمة على الحدث في واشنطن مع إلغاء مظاهر الاحتفال بالتنصيب وغيرها من الاحتفالات بسبب جائحة كورونا.
وبدلا من احتشاد أنصار الرئيس الجديد لحضور المراسم، تمت تغطية متنزه ناشونيال مول بنحو 200 ألف علم و56 مصدرا للإضاءة ترمز لسكان الولايات والمناطق الأمريكية .وغادر أمس ترامب وزوجته وأبنته وصهره البيت الأبيض قبل تنصيب بايدن، مخالفا تقليدا سياسيا يعود إلى أكثر من 150 عاما، ليرفض بذلك لقاء خلفه والتأكيد على الانتقال السلمي للسلطة. وتحدّث ترامب بشكل مقتضب عن ولاية «رائعة امتدت على أربع سنوات» قال أنها تمثل «شرف العمر».

«سنعود مجددا»
وفي كلمة قبيل مغادرته إلي فلوريدا وعد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب،أمس الأربعاء، أنصاره في قاعدة أندروز العسكرية قرب واشنطن، بالعودة مجددا إلى الحكم، في حادث لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة.وقال ترامب: «سنعود مجددا بطريقة أو بأخرى، مما يعني أنه قد يرشح نفسه مجددا إلى الرئاسة في عام 2024، وهو أمر أشار إليه عدد من مقربيه من قبل.وأضاف:»سأناضل دائما من أجلكم وأراقب كل ما يدور من حولي».وتابع ترامب: « لقد كانت 4 سنوات استثنائية وأشكر عائلتي على جهودها التي كانت تبذلها دون كلل أو ملل».«لم تكن إدارة عادية. أعدنا بناء الجيش الأمريكي وقدمنا أفضل العناية إلى العسكريين القدماء وأسسنا قوة عسكرية».وقال إن حكومته حققت أرقاما اقتصادية استثنائية، لولا أزمة كورونا، التي تلقت من جرائها الولايات المتحدة صفعة كبيرة، مثل كل الدول».
وشهدت المراسم حضور نائب الرئيس مايك بنس والرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش.

وقالت تقارير إعلامية بأن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، رفضت طلب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بالحصول على «وداع عسكري» أسوة برؤساء آخرين. وقالت مصادر إن فريق ترامب تواصل مع وزارة الدفاع، من أجل إقامة القوات المسلحة الأمريكية عرضا عسكريا كبيرا في قاعدة أندروز الجوية في ميريلاند، وذلك كمراسم وداعية.

إرث ثقيل
ومع تسلمه لمقاليد الحكم ، يجد الساكن الجديد للبيت الأبيض جو بايدن نفسه أمام إرث صعب تركه سلفه الرئيس الأمريكي الأكثر غرابة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بشهادة قادة الرأي العام الدولي بسبب سياسته المتهورة تارة وبسبب الإنعطافات الخطيرة التي أحدثها ترامب في علاقات أمريكا بعدد من دول العالم وما تبعها من تغيرات في التحالفات الدولية وعلى صعيد الداخل الأمريكي خلفت عهدة ترامب التي استمرت 4 سنوات منذ العام 2016 انقساما حادا لم يسبق له مثيل في الشارع الأمريكي زادت حدّته بعد تسجيل أمريكا ملايين الإصابات والوفيات بوباء كوفيد-19 فضلا عن اقتصاد تضرر بشدة وعنف سياسي متصاعد.
وكانت الفترة الأخيرة من عهدة ترامب الرئاسية مشحونة في ظلّ عراقيل واتهامات تواجه عملية انتقال السلطة،فرغم إعلان خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن وبعد خسارته لأغلب الدعاوى القانونية التي طعن من خلالها في نتائج الانتخابات، يرى مراقبون أن ترامب حاول مرارا في الآونة الأخيرة وضع المزيد من العراقيل أمام الرئيس المنتخب جو بايدن. ولعلّ واقعة العنف والفوضى التي شهدها الكونغرس الأمريكي كانت سابقة في تاريخ البلاد وصدمة على الصعيد الدولي في بلد يعد من أكبر ديمقراطيات العالم، لكن لا يبدو أن مغادرة الملياردير الأمريكي للحكم كانت في هدوء على غرار وصوله للحكم وفترة حكمه، إذ طالما أثارت سياساته عاصفة من الاضطرابات في الأجواء الأمريكية داخليا.

إلغاء قرارات «ترامب»
واتسمت فترة حكم ترامب باتخاذه قرارات أثارت جدلا واسعا انقسمت بين خروج بلاده من اتفاقات دولية ودخولها في اتفاقات أخرى كانت محل انقسام داخلي بل أحدث انقساما حادا صلب إدارته في حد ذاتها ومؤسسات الدولة العميقة أيضا . وأكد فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، أنه سيتخذ حزمة قرارات في اليوم الأول لولايته، تمثل انقلابا على إرث سلفه دونالد ترامب.وذكرت تقارير إخبارية في الأيام الماضية أن بايدن اتخذ منذ اليوم الأول لتوليه السلطة في واشنطن، وبعيد حفل التنصيب، سلسلة قرارات، تهم 17 قرارا تنفيذيا تلغي تدابير اتخذتها إدارة ترامب في أوقات سابقة.
ومن أبرز قرارات بايدن، إلغاء مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده ترامب سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.كما سيتعهد بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ، وإلى منظمة الصحة العالمية.وسيعلق الرئيس المنتخب أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.

آخر قرارات ترامب
وأصدر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب أمس بالتزامن مع مغادرته منصبه عفوا عن 73 شخصا وخفف الأحكام الصادرة على سبعين آخرين. وبين أبرز هؤلاء الأشخاص مستشاره السابق ستيف بانون أحد مهندسي حملته الرئاسية في 2016 والذي أقاله الملياردير الجمهوري.
يذكر أن بانون (66 عاما) كان أحد مهندسي حملة دونالد ترامب الرئاسية في 2016 قبل أن يطرده الملياردير الجمهوري. وقد حصل على العفو من الرئاسي بينما يواجه تهمة اختلاس أموال كانت مخصصة حسبما يعتقد لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.واعتبر بيان البيت الأبيض أن بانون «كان قائدا مهما للحركة المحافظة وهو معروف بخبرته السياسية». وكانت وسائل إعلام تحدثت عن هذا العفو.

ومن بين الأشخاص الذين تم العفو عنهم جامع التبرعات السابق إليوت برويدي الذي رفع دعوى قضائية ضد حملة ضغط غير قانونية ومغني الراب الأمريكي ليل واين الذي أقر بذنبه الشهر الماضي لحيازة سلاح ناري وهي جنحة عاقب عليها القانون بالسجن عشر سنوات.
وفي الأشهر الأخيرة استخدم ترامب، الذي سافر إلى فلوريدا أمس متخلفا عن مراسم تنصيب بايدن، بالفعل هذه السلطة الرئاسية وأصدر قرارات عفو عن معاونين ومقربين منه. وأيضا أمر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ، برفع السرية عن ملف من الوثائق المتعلقة بتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بشأن روسيا، الذي أدى إلى تحقيق مطول في حملته الرئاسية لعام 2016.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115