الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان فرع ليبيا عبد المنعم الحر لـ«المغرب»: من الصعب التكهن بالمآلات النهائية للحوار الليبي ما لـم يصل إلى نقاط إيجابية جوهرية

• هناك ضغوطات دولية قوية على الفرقاء السياسيين للسير في طريق الأمن والسلم

أكد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان فرع ليبيا عبد المنعم الحر ان حوار الفرقاء الليبيين بتونس محطة هامة من محطات الحوار ويمثل مرحلة حساسة وهامة جدا لمستقبل النزاع في ليبيا . وقال في حديثه لـ«المغرب» بأن طريق التسوية ما زال في بداياته وما يحدد المسار الدائم نحو السلام والاستقرار والبناء هو جدية الأطراف المتحاورة في حلحلة المشاكل الأساسية والتفاهم بين الدول المؤثرة في المشهد الليبي . وشدد على أهمية ومحورية دور هيئة الأمم المتحدة وجديتها في ممارسة كافة الضغوط المناسبة وتقديم كل الضمانات الممكنة لتثبيت وفرض الحل السلمي وديمومته .

• ما أهمية الحوار الليبي المنعقد في تونس وبم يختلف عن باقي المسارات السابقة ؟
لا شك أن حوار الفرقاء الليبيين بتونس كمحطة من محطات الحوار يمثل مرحلة حساسة وهامة جدا بالنسبة لمستقبل النزاع في ليبيا. وهو إنجاز غير متوقع نظرا لقرب عهدنا بالحرب المستعرة والنزاع الدموي الذي وجد الليبيون أنفسهم فيه بعد انهيار مؤسسات الدولة والانقسامات السياسية الحادة والتدخلات السلبية من بعض الدول الخارجية وتوطن الجريمة المنظمة وتنامي الإرهاب. ومن هنا يكتسي هذا الحوار وزنه وخطورته بالنسبة إلى مستقبل ليبيا.

• ما رايكم في المخرجات المتوقعة واهم الأهداف؟
أجندة الحوار حسب ما تم من تسريبات وتصريحات تتمحور حول نقاط جوهرية أهمها البدء في توحيد الأجهزة السيادية وحصول مرحلة انتقالية من ثمانية عشر شهرا تتوج بانتخابات تستند على قاعدة دستورية متفق عليها. والنقد الصادر عن الأصوات المعارضة المحدودة لا يطال هذه الأجندة عموما بل يتعلق بالأولويات والمعايير والضمانات.
بالنسبة للأشخاص المشاركين المجتمعين في ضاحية قمرت بتونس العاصمة فالمسؤول عن اختيارهم هي بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وقد يكون ذلك بناء على معايير تتعلق بتمثيل كل الشرائح السياسية والثقافية والجهوية من خلال أشخاص لهم ظهور أو حضور على المستوى الوطني مع كونهم «أقل إثارة للجدل» إلى حد ما.
وسوا أتعلق الأمر بأجندة الحوار أو بالأشخاص المشاركين فيه، فتجدر الإشارة هنا إلى أن الضغوطات الدولية القوية على الفرقاء السياسيين إضافة إلى ملل وكلل الشارع الليبي من طول مدة النزاع وتبعاته الفظيعة فإن غاية الجميع تقريبا أصبحت السير في طريق الأمن والسلم والعيش الكريم دون النظر إلى الجوانب والتفاصيل التي قد لا تعجب هذا الطرف أو ذاك.

• وكيف هو الوضع في ليبيا اليوم هل تغير شيء بعد وقف اطلاق النار؟
بعد وقف إطلاق النار وانطلاق فعاليات الحوار بين الفرقاء الليبيين نستطيع أن نلمس بعض التغيرات الملموسة وإن كانت بسيطة أو غير مكتملة .ومن ذلك حصول انخفاض نسبي في مستوى عدائية الخطاب الإعلامي. وتبادل المزيد من الأسرى بوتيرة أفضل من السابق. وانسحابات عسكرية من بعض المواقع خصوصا حول سرت والجفرة مقرونة بانحسار دور العناصر الأجنبية.

• هل نسير نحو تسوية حقيقية وشاملة وكيف سيكون شكل الانتقال السياسي المرتقب؟ وهل أن الحوار سينجح وما أهم الصعوبات التي تواجهه ؟
التسوية الحقيقية والشاملة قد تكون أملا مؤجلا أو مازال في دائرة الشك. ومن الصعب التكهن بالمآلات النهائية ما لم يصل الحوار إلى نقاط إيجابية جوهرية يصعب أو يستحيل الرجوع عنها في المستقبل المنظور. عموما نحن لا زلنا في البدايات وما يحدد المسار الدائم نحو السلام والاستقرار والبناء هو جدية الأطراف المتحاورة في حلحلة المشاكل الأساسية والتفاهم بين الدول المؤثرة في المشهد الليبي مع التأكيد على أهمية ومحورية دور هيئة الأمم المتحدة وجديتها في ممارسة كل الضغوط المناسبة وتقديم كل الضمانات الممكنة لتثبيت وفرض الحل السلمي وديمومته .
هم بالطبع سيسعون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى عرقلة أي مسار تفاوضي سلمي مما سيمثل تحديا مهما أمام النجاح المأمول للحوار الليبي الحالي.
ومن الصعوبات انتشار السلاح، والجراح الغائرة التي سببها النزاع، والمشاكل الخطيرة التي تراكمت من مرحلة إلى أخرى دون أن تحظى بأي معالجة حقيقية، وأيضا هناك غيابا أو اعتراضا من بعض الأطراف التي ترى أن لها وزنا سياسيا مهما لم يتم تمثيلها كما ينبغي في الحوار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115