جدل كبير في لبنان حول مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان و«إسرائيل»

في خضم الأزمات السياسية والاقتصادية والوبائية التي يعاني منها لبنان وكذلك أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية التي تفاقمت بعد اعتذار المكلف مصطفى اديب،

جاء اعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن الشروع في مباحثات ومفاوضات غير مباشرة مع «الإسرائيليين» بغية ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان و«إسرائيل» لتثير زوبعة من ردود الأفعال محليا وخارجيا .
كان السؤال الأهم الذي شغل بال شرائح لبنانية واسعة هو» هل أن هذا الاتفاق هو تطبيع مع العدو وهل يأتي في سياق مناخ الاتفاقات التطبيعية التي تعيشه المنطقة مؤخرا من التطبيع الاماراتي والبحريني وغيره؟» .
وبعد أخذ ورد جاء الجواب من «حزب الله» الذي شدد على أنّ المفاوضات التي من المرتقب أن يبدأها لبنان و«إسرائيل» في الأسبوع المقبل لا علاقة لها بـ»المصالحة» أو «التطبيع» مع تل أبيب. وفي أول تعليق رسمي، اعتبرت كتلة حزب الله البرلمانية في بيان لها أنّ «الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبيّة واستعادة أرضنا وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنيّة، لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخراً وقد تنتهجها دول عربيّة لم تؤمن يوماً بخيار المقاومة». وشددت على أن «تحديد إحداثيات السيادة الوطنيّة مسؤوليّة الدولة اللبنانية، المعنيّة حصرياً بأن تعلن أن هذه الأرض وهذه المياه أرضٌ ومياهٌ لبنانيّة».

غير ان المناوئين للحزب وخصومه في لبنان اعتبروا ان مجرد القبول بالدخول في مفاوضات تحت أي مسمى مع الاحتلال بمثابة تطبيع وشكل من أشكال الاعتراف بـ«إسرائيل».
يشار الى ان المفاوضات ستبدأ في حوالي منتصف الشهر الحالي، في مقر الأمم المتحدة في الناقورة في جنوب لبنان، على أن تعمل الولايات المتحدة «كوسيط وميسّر لمناقشات ترسيم الحدود البحرية». كما ان التوصل الى هذا الاتفاق تمّ بعد جهود أمريكية امتدت لسنوات للتوصل الى تفاهمات حول هذا الملف الأكثر تعقيدا في المنطقة .
ويرى البعض بان توقيع هذا الاتفاق من شأنه أن يوفر مناخا ملائما للبدء في أعمال التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية في المتوسط وذلك بعد أن وقعت الحكومة اللبنانية سنة 2018 عقودا للتنقيب مع شركات «طوطال» و«إيني» و«نوفاتيك». والاشكالية التي عرقلت البدء بعمليات التنقيب هو ان احدى المناطق الغنية بالغاز تقع في أجزاء متنازع عليها مع «إسرائيل».
ومهما يكن من أمر فإن الشروع في هذا التفاوض غير المباشر مع «إسرائيل» يعني الدخول في مرحلة جديدة وهو معطى مغاير يضاف الى جملة المتغيرات الإقليمية التي يشهدها الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة والتي ستكون لها ارتدادات كبيرة وانعكاسات على عديد الملفات الساخنة في المنطقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115