Print this page

عصر الحروب التركية

«سياسة صفر مشاكل» هو الشعار الذي كان ترفعه وزارة الخارجية التركية كهدف أساسي لرؤيتها في ما يتعلق بسياستها الخارجية وذلك من أجل النمو والتطور

والذي يتطلب جوا ومناخا من الاستقرار والسلام الدائمين . لكن هذا المنهج الذي استمرت عليه تركيا مع وصول حزب العدالة والتنمية والذي حقق قفزة نوعية في الأرقام الاقتصادية في البلاد وحولها الى واحدة من أهم الدول الصاعدة في العالم يبدو انه تغير من «صفر مشاكل» الى معادلة «أكثر ما يمكن من الحروب وفي كل مكان تصل اليه الأقدام التركية»...من الجوار السوري الى ليبيا التي تحولت الى ساحة لصراع المصالح التركية في وجه منافسيها الإقليميين ،مرورا بالنزاع التركي اليوناني في المتوسط .
تشهد المنطقة اليوم تجدد الصراع القديم الجديد بين اذربيجان المدعومة من تركيا وبين ارمينيا المدعومة من روسيا على منطقة «قره باغ» المتنازع عليها . وتعود جذور الصراع الى الحقبة السوفياتية في عشرينات القرن الماضي حينما تعمدت السلطة السوفيتية في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان قره باغ) داخل حدود أذربيجان. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي 25 ديسمبر 1991- أعلن الانفصاليون في الإقليم في مطلع 1992 الاستقلال عن أذربيجان، ورفض الانضمام إلى أرمينيا.
ومدت أرمينيا مقاتلي «قره باغ» بالسلاح والرجال، بل توغلت قواتها داخل أذربيجان. وبات هذا الملف -اليوم- ساحة للصراع بين روسيا وتركيا. فقد قدمت روسيا خلال الحرب مساعدات عسكرية لأرمينيا في حين دعمت تركيا أذربيجان وأغلقت الحدود التركية-الأرمينية مما جعل تركيا فاعلا رئيسا في هذه الحرب ضد روسيا وحليفتها أرمينيا . والمعلوم ان هناك مصالح عديدة تربط بين تركيا وأذربيجان التي تعتبر من الدول المصدِّرة للغاز الطبيعي. وتبدو قرة باغ اليوم عينة جديدة واحدى ساحات الصراع المفتوح بين روسيا من جهة وتركيا وحلفائها من جهة أخرى في عدد من الملفات في المنطقة مثل سوريا وليبيا وغيرها في زمن الحروب التركية على الصراع والقوة وتصدّر المشهد في المنطقة .

المشاركة في هذا المقال