ليبيا: الترتيبات الأمنية عقبة أمام التسوية السياسية للأزمة الراهنة

نشطت الدبلوماسية الأمريكية وضغطت دوائر القرار في الولايات المتحدة من أجل تنفيذ ما يسمى بحل منطقة منزوعة السلاح.

و جاء نتيجة ذلك اصدار كل من رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس المجلس الرئاسي تباعا لبيان دعم الخطة الأمريكية والموافقة على وقف اطلاق النار واصدار التعليمات الصارمة في الغرض .

حل منطقة منزوعة السلاح ومباشرة المؤسسات السيادية والسلطات التنفيذية عملها من مدينة سرت يعني ابقاء غرب ليبيا والعاصمة طرابلس تحت سيطرة المليشيات على اختلافها بما فيها المتطرفة وبعض قادتها المطلوبين دوليا. علما بان المشهد الأمني في طرابلس وغرب ليبيا معقد للغاية، فالغرب الليبي تحول و منذ سنوات الى مركز استقطاب للعناصر الارهابية القادمة من سوريا و العراق ودول شمال افريقيا لتتحالف مع تنظيمات ارهابية في دول الجوار الليبي الجنوبية. زد على ذلك نقل تركيا لألاف من المرتزقة السوريين و الارهابيين من جنسيات عربية الى غرب ليبيا . مشهد ينذر بتطورات خطيرة باستثناء طرابلس و غربها من خطة حل منطقة منزوعة السلاح مبدئيا، حيث سبق لتسريبات أمنية ان اكدت تسجيل تحركات للدواعش من جنوب العجيلات حتى صبراته ووجود مخاوف من اعلان داعش صبراته امارة اسلامية . الجدير بالملاحظة ان الهجوم الارهابي الذي استهدف مدينة بن قردان التونسية انطلق من صبراته التي كانت فيها معسكرات الدواعش مفتوحة .

على علاقة بالمشهد الامني المعقد هذا لفت طيف من المراقبين بان ال حل مازال فيه الكثير من الغموض في جانبه المتعلق بالترتيبات الامنية في طرابلس و غربها و المنافذ البرية مع دول الجوار. حيث تشير بعض المصادر القريبة من المباحثات الامريكية – التركيبة بان واشنطن كلفت انقرة بتولي الملف الامني في طرابلس وغرب ليبيا بما في ذلك المنافذ البرية و هذا يعني ان المرتزقة السوريين والجماعات المتشددة سوف تكون ضمن المشهد الامني مستقبلا لارتباطها بتركيا ..

واردف هؤلاء المراقبون بانه مهما بلغت تفاهمات اللجنة العسكرية 5+5 فلن تقدر على تنفيذ ترتيبات امنية ناجعة تضمن تفعيل المؤسسة العسكرية و الامنية وهذا بدوره لن يدعم بتاتا اعادة الاستقرار للعاصمة و عودة الحكومة اليها .
و يجمع المتابعون على ان باب الترتيبات الامنية الذي نص عليه الاتفاق السياسي الموقع في 2015 لم يحظى بالجدية المطلوبة و في النهاية فشلت الامم المتحدة بدليل استقالة مبعوثها و ميليشيات اصبحت اكثر قوة و تسيطر على قرار حكومة الوفاق باعتراف الامم المتحدة نفسها لتبين حقيقة يتجاهلها المجتمع الدولي و هي ان حل ازمة ليبيا و الخطوة الاولى على طريق اعادة الاستقرار لليبيا لا بد ان يكون من طرابلس وليس المنطقة الوسطى .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115