ردود أفعال داعمة وترحيب بوقف إطلاق النار في ليبيا: هل ستساهم المبادرة في طي صفحة الخلافات والصراعات؟

تتالت ردود الأفعال الدولية المحلية على مبادرة السلام التي أعلنها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورحب بها رئيس المجلس الرئاسي

لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا. يشار الى ان المبادرة الأمريكية كانت قد طرحت حلا للتسوية يتضمن نزع السلاح ويشمل سرت والجفرة وحل معضلة النفط. يبدو ان هناك تفاهمات سرية جرت بشأنها بين قيادات و أعيان مصراته وسلطات برقة ممثلة في عقيلة صالح بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة ورئيسا للبرلمان وأحد مشايخ قبائل برقة .
وقد عبرت الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ستيفاني وليامن عن ترحيبها بوقف إطلاق النار الصادر في بيانين عن عقيلة صالح وعن السراج الذي اصدر بيانا رحب فيه بخطوة صالح و أكد أن وقف إطلاق النار سوف يفضي إلى تفاهمات عسكرية و ترحيل المرتزقة و أبدى أمله في أن يسهم هذا في طي صفحة الخلافات والصراعات .وليامن أشادت بالخطوة ووصفتها بالخطوة الشجاعة . وكانت عدة منظمات إقليمية أيدت قرار وقف إطلاق النار المفاجئ ، فيما تحفظت على الأطراف المحلية .
ويرى مراقبون للشأن الليبي بان الضغوطات الدولية نجحت في إجبار طرفي الصراع على وقف الاقتتال أخيرا والقيام بتنازلات، غير أن بعض الخلافات مازالت قائمة بدليل أن البيان لم يكن مشتركا بين السراج و صالح كذلك فان حفتر لم يصدر عنه الى حد الحظة موقفا مرحبا او مؤيدا لما قام به عقيلة صالح والسراج .
الجدير بالملاحظة ان السراج اشاد بجهود القاهرة لحل أزمة ليبيا وهذا تحول في تصريحات السراج ما كان ليكون لولا الضغوط الدولية .
و أردف شق من المراقبين بان مبادرة السلام المعلنة تمت بضغط وإيعاز خارجي – أمريكي من أجل تنفيذ حل نزع السلاح . هذا الحل في ظاهرة إنهاء الاقتتال و فتح الباب للمفاوضات السياسية وفي باطنه تدخل أمريكي عسكري مباشر لمجابهة التواجد الروسي الداعم لحفتر ، اذ كشفت تسريبات عن قيام الولايات المتحدة بنشر قوات في الجفرة و سرت . وتأمين الحكومة الليبية الموحدة التي من المفروض ان تحتضنها سرت .
حل نزع السلاح وجعل سرت عاصمة للدولة بصفة مؤقتة تضمن صفقة مع جماعة الإخوان حيث يبقى الغرب الليبي وطرابلس تحت نفوذهم و منحهم مناصب هامة في الحكومة القادمة و إنشاء جهاز امني – الحرس الوطني مكونا في أغلبه من الميليشيات غير العنيفة .
إلى ذلك كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن قرب إجراء لقاءات مباشرة بين عقيلة صالح و السراج و حفتر في إحدى الدول العربية المؤثرة ولن تكون مصر –لاستكمال خطوة ومبادرة السلام . و من المتوقع صدور بيان داعم لهكذا خطوة من مجلس الأمن الدولي بعد سماع إحاطة الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115