في ظل التهاون الدولي في اتخاذ قرار صارم ينهي التدخل التركي: أنقرة ترسل صواريخ محلية الصنع لدعم الميليشيات في ليبيا

هددت أنقرة خلال الأيام الأخيرة بتوسيع نطاق دعمها لحكومة الوفاق ليشمل منطقتي سرت والجفرة، وهو ما من شأنه أن ينسف جهود المجتمع الدولي في إرساء

وإقرار وقف لإطلاق النار وتنفيذ حل منزوع السلاح يشمل سرت والجفرة ومن ثمة الذهاب للمفاوضات السياسية واتخاذ مدينة سرت عاصمة مؤقتة للدولة الليبية وذلك حتى تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية في طرابلس الكبرى.

وكانت وسائل إعلام تركية أكدت على إرسال أنقرة لصواريخ محلية الصنع لحكومة الوفاق سبق أن جرى استعمالها في سوريا وهي من نوع «سكاريا تي 22 »، وذلك في إطار الاستعداد لحرب جديدة مسرحها هذه المرة سرت والجفرة وتريدها حكومة السراج وحليفتها تركيا حربا حاسمة رغم أنها تصطدم بعدة عراقيل سياسية وعسكرية . سياسية إذ تعتبر مصر سرت و الجفرة خطا أحمر انتهاكه هو إعلان حرب بين القاهرة وأنقرة ،وتأييد عدة دول لمصر في هكذا إقرار. وعسكريا أن تركيا تبدو عاجزة عن خوض مغامرة بهذا الحجم ، إذ يرى مراقبون بان تركيا تسعى للسيطرة على مصادر الطاقة لذلك تجعل عينها على الموانئ النفطية فهي احتكرت التنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط لكنها تعمل على استكمال وضع يدها على كل نفط ليبيا مستغلة تهاون المجتمع الدولي في اتخاذ قرار صارم يوقف تدخلها في ليبيا ولتنفيذ سياستها في ليبيا تعتمد أنقرة على شخصيات قوية نافذة في حكومة الوفاق وفي رئاسة المجلس الأعلى للدولة ممثلة في رئيسه الإخواني خالد المشري.

وأردف المراقبون بان المخطط التركي لا يقف عند نقطة السيطرة على الطاقة ودعم جماعات الإسلام السياسي عبر جسم شرعي معترف به دوليا وهو حكومة الوفاق بل يتجاوز ذلك بالسعي لتنفيذ واستعادة حلم الأجداد الأتراك والبقاء إلى الأبد حيث سبق لأكثر من مسؤول تركي أن أطلق تصريحات فيها من الاستفزاز الشيء الكثير لليبيين والمجتمع الدولي مفادها أن أنقرة لا ترى غير مصالحها في ليبيا. وتدرك تركيا اردوغان أنها في ظل تداعيات محنة كوفيد19 على اقتصادها لن يمكنها المغامرة بدخول حرب جديدة إضافة لتورطها في حروب في سوريا – العراق ولو بصفة غير مباشرة ، كما تدرك أنقرة أن تدخلاتها العسكرية في المنطقة والإقليم جعلها في عزلة ،اردوغان وجد الحل في الاستنجاد بإحدى الدول الخليجية الحليفة السؤال المطروح إلى أي مدى يمكن لتركيا الاستمرار في تحدي إرادة المجتمع الدولي وإطالة عمر أزمة ليبيا وما المخطط الذي تعمل أنقرة لتنفيذه في منطقة شمال إفريقيا ؟ .

دون ريب ولاشك اردوغان أفرط في استغلال تفويض واشنطن له بتولي مسك أوراق الملف الليبي المبعثرة وخيوطه المتشابكة إذ أن اردوغان وفي كل اتصال ومحادثة مع ترامب يؤكد التزامه بحل سلمي للصراع لكن سلوك بلاده على الأرض والواقع يدل على أن اردوغان يسعى للحرب. المحصلة انه وبسبب غياب الجدية والإرادة من اللاعبين الدوليين والفر قاء المحليين فان أزمة ليبيا الراهنة مازالت أزمة ثقب اسود لا نقطة ضوء فيه ، هو ما من شانه مضاعفة مخاوف دعاة السلام.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115