الشأن الليبي واستغلال أطراف خارجية لمرحلة عدم اليقين العالمي

علي الرغم من استمرار التباعد الاجتماعي وحالة عدم اليقين التي تسود العالم والجهود الدولية لاحتواء التداعيات السلبية لوباء الكورونا

على القدرات الصحية لدول العالم والتقارير الدولية والإعلامية عّن مستقبل الاقتصاد العالمي ، ترصد بعض التقارير المهتمة بمتابعة الشأن الليبي ومستجدات الأوضاع الإنسانية بالأراضي الليبية ، وصول دفعة جديدة من المقاتلين من جنسيات عربية ووصول العدد -وفقاً لتقديرات دول أوروبية مهتمة بمتابعة الشأن الليبي -إلى سبعة آلاف مقاتل إلى الغرب الليبي . وتعكس واقعة إطلاق صاروخ من فرقاطة تركية من أمام مدينة صبراته علي الساحل الليبي ان أنقره لا تدخر جهدا في استغلال الانشغال الدولي بالظروف الاستثنائية التي يمر به العالم في مواجهة جائحة الكورونا ، من أجل تعزيز تدخلها العسكري المباشر وكسب مزيد من التواجد داخل الأراضي الليبية وخدمة مصالحها المستقبلية في شمال افريقيا واستراتيجيتها الاقتصادية لاستغلال الموارد النفطية والثروات الهيدركربونية بمنطقة شرق المتوسط.

ويعزز تلك التقديرات ما كشفت عنه مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية في الغرب الليبي خلال الأسبوعين الماضيين بصفة خاصة الغارات التي يشنها الطيران المسير ( تحت إشراف خبراء عسكريين أتراك ) ضد تمركزات الجيش الوطني في منطقة بو قرين ومحيط مدينة سرت وقاعدة الوطية. إذ يلاحظ أن إنشغال المجتمع الدولي بتداعيات الجائحة الكونية واستنفار كل من واشنطن ولندن وباريس وروما بالتدابير اللازمة لمواجهة التحديات الصحية والضغوط الاقتصادية والاجتماعية المحلية في كل دولة ، قد أسفر عن دخول المسار السياسي للأزمة الليبية في حالة سبات تام . كما لم يشهد المجتمع الدولي تحركاً لافتاً سوى اجتماع - عبر تقنية الفيديو كونفرنس - لأعضاء لجنة المتابعة المنبثقة عّن مسار عملية برلين في 2 أفريل الجاري اقتصر على مناقشات موجزة ولم يخرج بتوصيات تذكر.

وبالتوازي مع سكون المسار السياسي في تلك الفترة الحرجة التي يمّر بها العالم، وعدم اكتراث واشنطن باستراتيجية انقره وطموحاتها التوسعية في الأراضي الليبية ، وصل سرب طيران تركي مسير جديد إلي مصراته في 13 أفريل الجاري ، أخذا في الاعتبار وصول طائرة شحن تركية إلى مصراته على متنها قيادات من الجيش التركي ، وباخرة تركية إلى طرابلس في 9 الجاري على متنها دفعة طائرات مسيرة ومحطات اتصال خاصة بالطائرات المسيرة وأنظمة تشويش ، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول كفاءة وحيادية العملية البحرية الأوروبية ‘ ايريني’ لدعم حظر السلاح المفروض على السواحل الليبية لغضها الطرف عّن الخروقات التركية . اذ يبدو ان انقرة نجحت في استخدام ورقة الهجرة غير الشرعية كفزاعة لابتزاز الدول الأوروبية وتحييد مواقفها في الشأن الليبي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115