شبح أزمة سياسية خانقة يخيم على العراق: جلسة «صعبة» للبرلمان تنتهي بتمرير جزئي لحكومة العبادي

افرزت الجلسة الصعبة التي عقدها البرلمان العراقي أمس ، لعرض التشكيلة الحكومية الجديدة لرئيس الوزراء حيدر العبادي ، تصويت النواب على تمرير 5 وزراء فقط من الحكومة التي ضمّت 10 وزراء ، وقد طغت الفوضى على جلسة التصويت في وقت تظاهر فيه عشرات الآلاف

من المُتظاهرين قٌرب «المنطقة الخضراء» بالعاصمة بغداد مطالبين بالإصلاحات.
وشهدت جلسة البرلمان العراقي يوم أمس الأول صدامات نتيجة اختلاف الآراء بين النواب وانقسامهم إلى مؤيّد للتشكيلة الحكومية الجديدة ورافض لها ، نتيجة ازمة سياسية حادة يمر بها العراق منذ أشهر. يشار الى انّ الخلافات الأخيرة داخل البرلمان العراقي زادت من حدّة الأزمة السياسيّة التي تمرّ بها البلاد، وذلك بعد تصويت عدد من النواب على إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، ممّا عطل التصويت على التعديلات التي اقترحها رئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت سابق ، ليتم فيما بعد التصويت الجزئي على تمرير 5 وزراء من أصل 10.

ووافق المجلس على تسمية عقيل المهدي وزيرا للثقافة وتكليفه بوزارة الشباب بالوكالة، وعبد الرزاق العيسى وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، ووفاء جعفر وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية، وحسن الجنابي وزيرا للموارد المائية بالأصالة والزراعة بالوكالة، كما صوت على علاء غني وزيرا للصحة وعلاء دشر للكهرباء.

في حين أجّل المجلس التصويت على استقالة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بعد اعتراض التحالف الكردستاني على المرشح الجديد للوزارة، الشريف علي بن الحسين.وكان عدد من النواب المعتصمين في البرلمان احتجوا على حضور العبادي إلى جلسة البرلمان.

أزمة سياسية حادّة
ويسعى العبادي منذ أسابيع إلى تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية لتحل محل الوزراء المحسوبين على الكتل السياسية بهدف تطبيق الإصلاحات التي تم تبنيها عام 2015 لمحاربة الفساد، وذلك بعد خروج مظاهرات ضد المحسوبية، تطالب بالإصلاح. وتزامنت جلسة التصويت مع مظاهرات جابت امس «المنطقة الخضراء» واغلبهم من مؤيدي رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر رفضا لما اعتبره تنامي «الفساد» والمحسوبية صلب هياكل الدولة . حيث شهد العراق خلال الأسابيع الفارطة مظاهرات ضمّت آلاف المُساندين للقيادي الشيعي مقتدى الصدر ، بعد دعوته إلى التظاهر والمطالبة بالإصلاحات ، وبرحيل حكومة حيدر العبادي وتشكيل حكومة تكنوقراط تستجيب لمطالب الشعب العراقي قطعت حكومة حيدر العبادي وعودا للمتظاهرين تقضي بإجراء إصلاحات صلب الحكومة، بعد تفجّر أزمة الفساد منذ أشهر ، وهي أزمة أطاحت بعديد المسؤولين في الحكومة وزادت من تعقيد المشهد السياسي .

وتحاول الحكومة العراقية تجاوز الأزمة السياسية الحالية خصوصا وأنّها في حرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في عدة مناطق من البلاد فرغم التقدم الذي حققه الجيش العراقي على حساب هذا التنظيم الإرهابي لاتزال خطورته قائمة ومهدّدة لامن واستقرار بغداد . وهو مايستوجب -وفق مراقبين- تظافر كافة الجهود الاقتصادية والسياسية والأمنية للنجاح في دحر «داعش» الإرهابي وضمان امن واستقلال البلاد.

كما لم تكن العراق في السنوات الأخيرة بمنأى عن الصراعات والتجاذبات الحادة التي طبعت المنطقة والعالم برمته ، في وقت تواجه فيه بلاد الرافدين تحديات داخلية جمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشهد اقليمي معقّد .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115