جدل وانتقادات ترافق محادثات الخروج من القلعة الأوروبية: بريطانيا تطالب الاتحاد الأوروبي بمزيد من الجدية بشأن محادثات الخروج

دعا دومينيك راب، الوزير البريطاني لشؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، زعماء الاتحاد للبدء في تقديم تنازلات في محادثات خروج

بريطانيا من التكتل نظرا لضيق الوقت.وقال «راب» في مؤتمر حزب المحافظين في برمنغهام، امس الاثنين، أنه إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد التوصل لاتفاق فإنه يحتاج للتعامل بجدية، ويجب أن يفعل ذلك الآن، حيث أكّد على أن نهج الاتحاد الأوروبي في التعامل مع المحادثات حتى الآن، أحادي الجانب بدرجة كبيرة تجاه المفاوضات مما لا يترك مساحة لتقديم تنازلات جادة.

وحذر «راب» الاتحاد من محاولة ممارسة التنمر على بريطانيا لدفعها للتوقيع على اتفاق خروج يقوض وحدة البلاد، حيث قال «إذا كان العرض الوحيد من الاتحاد الأوروبي يهدد تكامل وحدتنا فلن يكون لنا خيار سوى الخروج دون اتفاق».
وأضاف «راب» أن الأمر غير الوارد سواء بالنسبة لهذه الحكومة أو لأي حكومة بريطانية، هو أن تتعرض للتنمر بالتهديد بنوع من الحصار الاقتصادي لتجبر على توقيع اتفاق أحادي الجانب يتعارض مع مصالح البلاد.وتابع: «أجد من الصعب تصديق أن يسعوا إلى معاقبة بريطانيا بهذا الشكل الصارم والذي له أثر عكسي من أجل غايات سياسية محدودة».

«بريطانيا تستطيع التأقلم»
من جانبه قال فيليب هاموند، وزير المالية البريطاني، امس الاثنين، إن لدى بريطانيا القدرة المالية للتأقلم مع الانفصال عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق لكنه يعتقد أن الاتجاه السائد في بروكسل هو نحو إبرام اتفاق.

وقال «هاموند»، أنه واثق من أن بريطانيا لديها القدرة المالية لدعم الاقتصاد البريطاني إذا وجدنا أنفسنا بكل أسف في وضع اللااتفاق، لكنه أضاف أن حالة عدم التيقن إزاء المستقبل أضرت بالاقتصاد وأن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حرجة للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

وأضاف «هاموند»: «المزاج السائد هو بلا ريب هو أن الناس يريدون اتفاقا مع المملكة المتحدة.. ويريدون خفض الاضطراب الذي سيسببه الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي إلى الحد الأدنى.. ويريدون أن تستمر العلاقة معنا وشراكة تجارية سلسة في المستقبل».

رفض سابق
وكان القادة الأوروبيون رفضوا خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي للمحافظة على روابط تجارية وثيقة بعد بريكست، وطالبوها بإعادة النظر فيها قبل قمة ستعقد الشهر المقبل.ويأمل الجانبان في التوصل لاتفاق خلال العام الحالي، قبل مارس المقبل موعد الخروج الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعتبر راب أن الخطة البريطانية «تحد من مخاطر بريكست» و«تغتنم الفرص» وتبقي الحدود مع إيرلندا مفتوحة.وفي خطابه أمام المؤتمر قال راب «إذا حاولوا محاصرتنا ليمروا من الباب الخلفي للمنطقة الاقتصادية الأوروبية والاتحاد الجمركي ،وإذا كان العرض الوحيد المقدم من قبل الاتحاد الأوروبي يهدد سلامة اتحادنا، عندها لن يكون أمامنا سوى الخروج من دون اتفاق».

650 مليون دولار أسبوعيا
من جهة اخرى قدرت دراسة صادرة عن مركز الإصلاح الأوروبي أن قرار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي كلفها حتى الآن 650 مليون دولار أسبوعياً.وقال المركز إن مؤشرات النماذج الالكترونية المستخدمة في الدراسة تدل على أن نمو الاقتصاد البريطاني سيكون أقل بنسبة 2,5% من معدله في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني انخفاض عوائد الحكومة حسبما أفاد التقرير الذي حذر كذلك من ارتفاع هذه النسبة.

يأتي هذا في ظل إصرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على التمسك بخطتها التي رُفضت من الاتحاد الأوروبي والتي تلاقي انتقاداً واسعاً من داخل حزب المحافظين الذي تنتمي إليه.لكنها قالت في مقابلة مع «بي بي سي» إنها مستعدة أيضاً لسيناريو الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، إلا أنها ستنجح في مسعاها بصرف النظر عن نتائج المحادثات.

وأكدت ماي أنها تؤمن بالخروج، على خلاف اتهامات وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون الذي يشير دائماً إلى دعمها لحملة البقاء عام 2016، موضحةً: «أنا أؤمن بالخروج. وأؤمن أكثر بالخروج بطريقة تحترم نتائج استفتاء الشعب البريطاني وبنفس الوقت الحفاظ على وحدتنا وحماية أعمالنا وضمان نجاح الخروج في المستقبل».

ويأتي هذا مع بدء أعمال مؤتمر حزب المحافظين السنوي في برمنغهام الأحد الذي دعت ماي لتوحيد الموقف خلاله ودعمه، خاصة مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و 19أكتوبر.

وعدا عن الانقسام الداخلي في حزبها، تواجه ماي ضغطاً من حزب العمال المعارض الذي يدعو لحملة من أجل إجراء استفتاء جديد على الخروج، والذي أكد أنه سيدعم رئيسة الوزراء في البرلمان في حال وافقت على خطتهم حول اتفاقية جمركية مع الاتحاد واتفاقية خروج تضمن حقوق العمال وتحمي وظائفهم.ورداً على ذلك، قالت ماي إن على حزب العمال التوقف عن الألعاب السياسية حول الخروج والبدء بالتفكير بالصالح الوطني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115