Print this page

الكاتب والمحلّل السياسي العراقي هشام الموزاني لـ«المغرب»: «احتجاجات البصرة انتفاضة شعبيّة لكن تدخّل القوى السياسيّة شوّه مسارها»

• «مظاهرات البصرة شكل من أشكال الصراع حول تشكيل الحكومة»
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي هشام الموزاني لـ«المغرب» أنّ مظاهرات البصرة

انتفاضة شعبية للمطالبة بأبسط مقومات الحياة مضيفا أنّ تدخل الاحزاب والقوى السياسية الأخرى والميليشيات ذات النفوذ والمصالح في مسار هذه الاحتجاجات أخرجها عن مسارها.
وأكد الموزاني ان احتجاجات البصرة المطالبة بتحسين الاوضاع الاجتماعية ستخلق حرب محاور داخل قبة البرلمان تزامنا مع مشاورات تشكيل الحكومة . 

• لو تقدمون لنا قراءتكم لآخر التطورات الميدانية والاحتجاجات التي تشهدها مدينة البصرة منذ مايقارب الاسبوعين؟
مايحدث في البصرة هو انتفاضة شعبية للمطالبة بالحقوق وبأبسط مقومات الحياة لكن تدخل الأحزاب والقوى السياسية الاخرى والميليشيات ذات النفوذ وذات المصالح بشكل واضح اخرجها عن مسارها.
ماحدث اولا هو انتفاضة حقوق وانتفاضة شعب يريد التغيير نحو الافضل لكن هذا التدخل ومحاولة تسييس هذه المظاهرات كان سببا في تشويهها، خاصة وانه لا يمكن الحديث عن انتفاضة لا يمكن سرقتها او تغيير اهدافها ومطالبها بالتالي هذا التدخل في مظاهرات البصرة كان سببا في تحريف مسارها.

• كثر الحديث عن تدخل اطراف خارجية في مسار المظاهرات ما أدى الى مزيد تأجيجها ، ماتعليقكم ؟
تدخل الاطراف الخارجية يكون عادة عبر اذرعها في الداخل وليس تدخلا مباشرا خاصة دول الجوار والاقليم، الصراع الان هو صراع بالوكالة عبر الاذرع والإرادات لذلك يجب تعريف هذا التدخل الخارجي اذ لا يمكننا الحديث دون ذلك.
لا توجد دولة منفصلة تماما عن الخارج فالعراق دولة ذات أهمية استراتيجية سواء جغرافيا أو سياسيا ..العراق دولة واقعة بين نموذجي ومحوري صراع لذلك من الغباء ان نعتقد عدم وجود تدخل خارجي.

• كيف ترون مستقبل المشهد السياسي والأمني في المستقبل القريب؟
لا توجد رؤية واضحة حول ماستؤول اليه الأمور .. الكلّ يدعو الى التهدئة كما تم إبدال قائد عمليات البصرة وهي أعلى سلطة أمنية.. الكل ينتظر بحذر خاصة بعد التصريحات النارية من بعض الجماعات المسلحة اغلب مدن البصرة الان في هدوء حذر وترقب قلق.

• على الصعيد السياسي كيف ترون تأثير هذه الاحتجاجات على مسار تشكيل الحكومة؟
هذه الاحتجاجات وتطوّرات المظاهرات تدخل في صميم تشكيل الحكومة وشكل من اشكال الصراع حول تشكيل الحكومة، الآن سنشهد حرب محاور داخل قبة البرلمان ذلك لا يعني أن هذا المحور مع هذا الشق لكن حرب لمصالح هذه المحاور قد تلتقي او تختلف مع آراء الكتل البرلمانية ، كل هذا سيزيد في تعقيد المشهد، رئيس الوزراء القادم سيكون امام مشكلتين اساسيتين اولا تشكيل حكومة ثانيا مواجهة الوضع الصعب في الجنوب فعادة يكون رئيس الوزراء شيعيا والجنوب ونعني البصرة اغلبه شيعة بالتالي كل هذا الوضع المتردي من سوء خدمات وغياب ابسط مقومات الحياة الكريمة سيكون تحديا امام رئيس الوزراء القادم.

المشاركة في هذا المقال