ليبيا : حضور المليشيات المسلّحة وغياب الجيش يعرقل الحلّ السياسي والأمني

اكدت تطورات الاحداث في ليبيا و تعثر مبادرات التسوية السياسية بان ضمان تنفيذ اية

حلول سلمية هو وجود قوة مسلحة على الارض تحرص على تطبيق القانون . وطالما ان هذه القوة اي المؤسسة العسكرية والامنية لم تخلق بعد ونتحدث عن طرابلس فكل محاولات الحل فاشلة من البداية . كما اثبتت الاحداث ان الرهان على المليشيات خاسر وتعميق للازمة.
لقد راهن المجلس الرئاسي بعد دخوله طرابلس على المليشيات فأغدق عليها المال العام مقابل التزامها بحماية وتامين العاصمة ، لكن ما الذي حصل بعد ذلك. برز جدل السيطرة على المواقع والمؤسسات الرسمية. عرفت طرابلس جولات من الصراع المسلح و دفع الشعب الثمن باهظا . تمّ تقسيم طرابلس وضواحيها الى مربعات ومناطق نفوذ تفصل بينها بوابات مليشياوية .

واضحى الاحتقان والخوف يطبع المشهد رغم ضبابية المشهد وعمق الخلافات و سطوة المجموعات المسلحة تمسك المجتمع الدولي بإجراء الانتخابات في نهاية العام الحالي .دون تهيئة الظرورف وخاصة التوافق الدولي ونعني موافقة ايطاليا اللاعب الاساسي في الملف الليبي.
رفضت ايطاليا وطالبت بتأجيل الانتخابات وحركت المجموعات الموالية لها داخل ليبيا فجاءت حرب طرابلس الحالية والتي تهدد باندلاع حرب اهلية رهيبة سوف تطال تداعياتها دول الجوار سيما تونس الاقرب جغرافيا الى طرابلس والغرب الليبي .

أي معنى لقرار وقف اطلاق النار؟
اشرنا الى انتشار المليشيات وغياب الجيش والشرطة للتأكيد على تعقد الملف الامني وحتى لو فرضنا ان الفرقاء توصلوا الى اتفاق هدنة . من هي القوة التي تحمي الاتفاق . فمع طول الازمة والقتال بين الليبيين لم يعد هناك طرف او مدينة محايدة . وإذا ما اضفنا الى ذلك استحالة ارسال قوة حفظ سلام ذات اهمية للفصل بين المتحاربين فانت ترى من الصعوبة بمكان تطبيق اي قرار لوقف اطلاق النار .

وربما الحل الوحيد يبقى في يد المجلس الاعلى للقبائل والمدن الليبية وضغوطات دولية على ايطاليا لوقف تدخلها في الازمة الليبية . ودون هذا سوف تتطور الاوضاع نحو الأخطر وقد تغامر ايطاليا بإرسال قوات اضافية الى ليبيا . و قد تلحق بها فرنسا لتقوم بدعم عسكري لحليفها حفتر .
في ظل سلبية الامم المتحدة وعدم الجدية في فرض العقوبات على المعرقلين وتواصل التدخل الخارجي يظهر ان الازمة الراهنة في ليبيا قد توغلت في النفق الاسود . الشيء الذي يجعل اجراء الانتخابات مع موفى 2018 معجزة باتم معنى الكلمة . ورغم مخاطر فشل التسوية يواصل كل من مجلس النواب و مجلس الدولة نهج طريق المناورة و تضييع الوقت وتأجيل اصدار القوانين اللازمة لتنفيذ خارطة طرق غسان سلامة . وهما يعلمان ان تواصل الوضع يخدم فقط الجماعات الارهابية وعلى رأسها داعش المزروعة خلاياه النائمة في كل المدن وطرابلس ضمنها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115