ليبيا : تصعيد في العنف المسلح يهدد بعرقلة وتأجيل الانتخابات

سبق للمتابعين لمسار التسوية السياسية وتنفيذ خارطة طريق للأمم المتحدة

أن حذروا من عواقب وتداعيات حالة الجمود والتعثر التي مرت وتمر بها الازمة الليبية. وتعالت أصوات تدعو لتأجيل الانتخابات وتصاعد الخلاف بين ايطاليا وفرنسا حول إجراء الانتخابات عند نهاية العام الجاري او تأجيلها الى عام 2019.

وميدانيا تطورت الأحداث خلال الأيام الأخيرة بشكل خطير حيث جرى استهداف بوابة كعام في زليتن وراح ضحية الهجوم الإرهابي أربعة من عناصر امن البوابة وإصابة ثلاث عناصر أمنية إصابات حرجة، وبعد يوم تم تسجيل عملية إرهابية ثانية ببوابة أبو قرين ما بين سرت ومصراتة سقط فيها قتلى وجرحى لم تتوفر معلومات عن عددهم .
الجهات الرسمية سواء حكومة الوفاق او قيادة الجيش في الرجمة اتهمت تنظيم الدولة الإسلامية داعش بالتورط في العمليتين، إذ استنكر رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق فائز السراج التصعيد في العنف المسلح بينما طالبت داخلية الوفاق بتوحيد جهود محاربة الإرهاب كما شجبت القيادة العامة للجيش الليبي بشدة العمليتين الإرهابيتين. وفي وقت لاحق أكدت رئاسة أركان سلاح الجو «الكرامة « تنفيذ مقاتلاتها غارات جوية على تجمع للدواعش جنوب زليتن وتحدثت مصادر عسكرية من إقليم برقة عن هروب إرهابيين من بنغازي ودرنا إلى طرابلس وزليتن و الخمس مؤكدة أنهم ينشطون بصفة علنية و يتجمعون كل يوم جمعة وسط الساحة الخضراء في طرابلس رافعين شعارات مناهضة لبناء الدولة المدنية ويحرضون على العنف .

وجهة رأي مختلفة
من جهة ثانية كشف ملاحظون من مختلف أقاليم ليبيا بان المليشيات المسلحة التابعة الفرقاء للسياسيين المعرقلين للانتخابات هي التي تقف وراء تنفيذ تلك التفجيرات الأخيرة مع أن تنظيم داعش نفسه يعمل على عرقلة التسوية السلمية اللازمة وهذا ما يجعل المليشيات وداعش تشتركان في ذات الاجندة . ويضيف الملاحظون بان المخرج الوحيد من هذا المأزق الأمني هو بعث حكومة وحدة وطنية ومن ثمة توحيد جهود محاربة الإرهاب، وكانت مبادرة مصرية طرحت لتوحيد المؤسسة العسكرية ،واحتضنت القاهرة ست جولات من الحوار والمفاوضات في الغرض لكن الأمور توقفت عند إصدار البيانات كالعادة .
ويخشى المبعوث الاممي غسان سلامة والمجتمع الدولي ودول الجوار الداعمة للحل السلمي من فشل مبادرة القاهرة وتواصل انقسام الجيش ،مما يفتح الباب أمام الجماعات الإرهابية والمجموعات المسلحة الرافضة للانتخابات بالتحالف وتصعيد العنف لإقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بان الظروف الأمنية غير متوفرة مما يتطلب تأجيل الانتخابات وتواصل الفوضى .
إلى ذلك تحول القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر إلى موسكو بدعوة رسمية هي الرابعة له منذ توليه منصب القائد العام، وكشفت مصادر من الكرملين بان وزير الدفاع الروسي جدد تأكيد موسكو على دعم جهود ليبيا في محاربة الإرهاب الذي يعني ضمنيا مد الجيش بأسلحة هو في أمس الحاجة إليها في ظل استمرار حظر بيع الأسلحة لليبيا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115