Print this page

للحديث بقية: الهجرة غير النظامية...متى تنتهي المأساة

لا يختلف اثنان على أن المآسي هي السمة الطاغية اليوم على عالمنا العربي

في ظل الحروب الدائرة طوال الاعوام الماضية وما تخللها من ارتفاع اعداد المهاجرين والنازحين الهاربين من ساحات الحروب والدمار. وازداد هذا المشهد ظلامية مع ما يحمله البحر المتوسط يوميا من حكايا آلاف المهاجرين غير النظاميين الباحثين عن حياة ومصير افضل في الضفاف الاوروبية الاخرى ...لكن البحر كان اسرع بانتشال ارواحهم الذابلة وكذلك احلامهم التي غادرت مواطنها باكرا..

« انتهى كل شيء» بتلك الكلمات تحدث المهاجر العراقي سونر رعد عن مأساته بعد ان توفيت زوجته وثلاثة من اطفاله اثر غرق قاربهم قبالة ساحل بحر ايجة على الجانب التركي..وهو واحد من آلاف العراقيين والسوريين وغيرهم الذين لم يجدوا حلا امامهم سوى الهروب من لظى الحرب وفجر البركان الشرق -اوسطي ..الى ضفاف اوروبا .. فكان مصيرهم الغرق في عمق المياه...

تحولت اليوم الهجرة غير النظامية الى كابوس يؤرق مضاجع الاوروبيين ايضا خشية من قدوم جحافل المهاجرين اومن تبقى منهم احياء ..وهو ما يدفع قادة القارة العجوز الى البحث عن استراتيجيات بديلة لمواجهة هذه الظاهرة المستفحلة..هم لعبوا دورا في صناعة المشهد العربي الراهن بكل مآسيه ومفارقاته ، ولم يكن في الحسبان ان يكونوا ايضا طرفا في قطف ثمار كل هذه الحروب ، من خلال مواجهة تدفق الاعداد الهائلة من النازحين والمهاجرين ...الامر الذي جعل مسألة البحث عن اوطان بديلة لهم ضمن اطار مشاريع للتوطين سواء في ليبيا او الاردن او غيرها ، ابرز الحلول الاوروبية والغربية المطروحة بالرغم من معارضة دول المنطقة...

وفيما تبحث اوروبا المنقسمة على نفسها عن حلول جذرية لهذا الملف المؤرق ...يظل نزيف المنطقة متواصلا والمآسي لم تنته بعد ...أمر واحد قد يعيد الرجاء الى الملايين التي تقطن هذا الجزء من العالم ، هو الدخول في تسويات ومصالحات محلية يتم خلالها إعادة آلاف النازحين الى مناطقهم واعادة اعمارها ...لعل في ذلك خلاصا الشعوب التي ما تزال تتمسك بالأمل بالرغم من كل الخسائر في حروب الاستنزاف المتواصلة سواء في سوريا او العراق أو اليمن وليبيا ...

المشاركة في هذا المقال