أمريكا وإيران بين خيارين: التفاوض السلمي أو «ناتو» عربي يتبنّى الخيار العسكري

عاد الجدل والخلافات التي تتسم بها العلاقات الأمريكية الإيرانية مجدّدا الى الواجهة بعد ان اكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب استعداد

بلاده لإجراء مفاوضات مع طهران دون شروط قبل ان يستدرك وزير خارجيته بالقول ان أي عودة لطاولة التفاوض ستكون مرفوقة بحزمة من الشروط، وهو ماردّت عليه السلطات الإيرانية بفرضها شروطا في المقابل . وتأتي عودة التصريحات المتبادلة من الطرفين حول إمكانية إجراء مفاوضات جديدة بعد أشهر على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق التاريخي الموقع بين طهران والقوى العالمية الـ6 عام 2015 .

ويرى مراقبون أنّ ربط امريكا عودة المفاوضات مع ايران بشروط معينة سيحول دون اجرائها اذ دعت امريكا الايرانيين الى إجراء «تغيرات جوهرية في كيفية تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث، والاتفاق على أنه من المفيد الانخراط في اتفاق نووي يمنع فعليا انتشار الأسلحة النووية» ، إلاّ أن ردود المسؤولين الإيرانيين على التصريحات الأمريكية، كانت تصب في نفس الاتجاه بفرضها شروطا اولها انضمام واشنطن مجددا إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه في وقت سابق من العام.هذا التغير في نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيضعه في مواجهة مباشرة مع كبار مستشاريه ومسؤولين داخل البيت الابيض خاصة وان ترامب أكد عدم وجود شروط مسبقة لإجراء محادثات مع إيران مما سيضعه على خلاف مع باقي مسؤولي الدولة الأمريكية.

«ناتو عربي»
على صعيد اخر قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول عربية بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر.وأكد البيت الأبيض أنه يعمل على فكرة التحالف مع «شركائنا الإقليميين الآن ومنذ عدة أشهر».

ونظرا لما شهدته منطقة الشرق الاوسط منذ تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب الحكم، من متغيرات ارتبطت اغلبها بدور دول الاقليم في الملفات الساخنة لعل ابرزها الدور الايراني في المعادلة السورية والملف العراقي على حد سواء. اذا لاشك ان السياسة الصدامية التي انتهجتها الادارة البيضاوية الجديدة تجاه ايران كانت مؤشرا على بدء مرحلة جديدة من العداء بين البلدين والذي زادت حدته بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي التاريخي بين ايران والغرب.

وبدأت المواجهة الحقيقية بين الطرفين بعد الاجراءات التي اقرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد ايران منذ توليه الحكم بدءا بحظر دخول مواطنيها الى الولايات المتحدة الامريكية والدعوة الى تحجيم الدور الذي تلعبه ايران في كل من العراق وسوريا واليمن .إذ يرى مراقبون ان الادارة الامريكية دخلت هي وحلفاؤها في حرب مفتوحة لاستهداف ايران عبر ضرب نفوذها المتزايد في مناطق الصراع وخاصة سوريا والعراق واليمن . ويثير هذا النفوذ خشية دول الخليج وإسرائيل وأمريكا على حدّ سواء باعتبار ان هذه الدول ترى في ايران خطرا داهما يهدّد امنها واستقرارها.

وتتالت في الاونة الاخيرة تسريبات وتصريحات صادرة عن مسؤوليون مقربين من ترامب حول وجود مقترح لإقامة تحالف إقليمي أشبه بحلف «الناتو» تقوده أمريكا بمشاركة عربية، ودعم إسرائيلي، لمواجهة «أعداء مشتركين» منهم إيران وفق تقارير اعلامية . ويلقى الاقتراح انقساما كبيرا بين مستبعد لهذه الفرضية ومؤكد لها لما تحمله الخطوة من خطورة على الشرق الاوسط والأمن والسلم الدوليين .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115