Print this page

الكاتب والباحث السوري محمد نادر العمري في حوار لـ«المغرب»: «حسم معركة الجنوب السوري أصبحت مسألة وقت»

• «أي حلّ سياسي بعيد عن اتفاق سوري -سوري سيكون مرفوضا»
قال الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد نادر العمري في حوار لـ«المغرب» أنّ المشهد السوري اليوم

اصبح اكثر وضوحا وان اي حلّ سياسي بعيد عن اتفاق سوري -سوري سيكون مرفوضا . وأضاف ان تغير قواعد الاشتباك والسرعة التي أنجز بها الجيش العربي السوري الحسم في المنطقة الجنوبية وضع الكيان الصهيوني في خانة ضيق الخيارات.

• لو تقدمون لنا رؤيتكم للواقع الميداني الراهن في سوريا وبالتحديد معركة الجنوب والتصعيد الاسرائيلي الاخير؟
كافة المؤشرات تشير الى ان حسم معركة الجنوب أصبحت مسألة وقت فحسب،كما أنّ الدور الاسرائيلي والأمريكي انحسر بشكل كبير لا نتيجة الارادة الاسرائيلية او الامريكية بل نتيجة ضيق الخيارات المطروحة امام الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وخاصة بعد معركة ليلة الصواريخ وإسقاط الطائرة الاسرائيلية في شهر فيفري الماضي .
بالتالي فان تغير قواعد الاشتباك والسرعة التي أنجز بها الجيش العربي السوري الحسم في المنطقة الجنوبية سواء عن طريق العمل العسكري أو بالتسويات السياسية ، هذا الأمر وضع الكيان الصهيوني في خانة ضيق الخيارات وهذا مايبرّر انخفاض سقف المطالب بشكل كبير .
يبدو من خلال الاعتداء الاخير الذي نفذه الكيان الصهيوني على «مصياف» وقبلها على منطقة قريبة من مطار دمشق ،يبدو انه دليل على استمرار لجوء الكيان الى عمليات عدوانية ليقول أنه موجود في الازمة السورية دون أن يذهب الى رفع هذا السقف لأنّه غير قادر على تحمل تبعات هذا العدوان .

• في اي اطار يتنزل اللقاء الاخير بين بوتين ونتنياهو وأيضا زيارة وزير الخارجية الروسي الى ‘’اسرائيل’’ امس الاول ، ماهي تداعيات هذا الحراك السياسي على المعادلة السورية ؟
ليس هو اللقاء الاول بين بوتين ونتنياهو الجميع يدرك أنّ عودة الدب الروسي الى الشرق الاوسط عبر الجغرافيا السورية جعل هذه المنطقة غير خاضعة للإرادة الامريكية وأيضا لسيطرة واشنطن، اذ جعل انحسار النفوذ الأمريكي المٌرغَم من هذه المنطقة جعل الاسرائيلي يتوجه نحو روسيا لإحداث بعض الترتيبات الامنية والبحث عن مصالح حيوية له في المنطقة .
بالتالي نحن نتحدث عن خلط الاوراق اولا نتيجة تغير موازين القوى بعودة الجانب الروسي وثانيا بما أن الجانب الروسي لا يريد استنزاف ماحقّقه في الاراضي السورية ولا يريد اي تدخل للكيان الصهيوني على الاراضي السورية لذلك يحاول العودة الى الاتفاقيات الدولية منها اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 وكذلك القرارات الدولية اذات العلاقة. في حين نجد أن الكيان الاسرائيلي بات اليوم يطالب بتطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لكنه في نفس الوقت يعطي لنفسه الحق في خرق هذا الاتفاق .

• هناك غياب نوعي للدور الأمريكي في معركة الجنوب ماهي اسباب ذلك؟
هذا الغياب الأمريكي هو غياب مُرغم وليس غياب إرادي الولايات المتحدة الامريكية لم ترغب في ذلك ، فالعمليات العدوانية السابقة خاصة العدوان الثلاثي وأيضا ماوعد به ترامب قبل العدوان الثلاثي باستهداف سوريا بصواريخ انيقة وذكية إلاّ أنّ القدرة الدفاعية التي اثبتها الجيش العربي والسوري وثبات الحلفاء على مواقفهم في ردع اي عدوان، بالتالي فان هذه المعركة اظهرت هشاشة القدرة الامريكية والإسرائيلية في الاشتباك العسكري لذلك بعثت الولايات المتحدة الامريكية برسالة الى ادواتها في المنطقة بضرورة التعويل على انفسهم والبحث عن مصالحهم وأنها لن تدعمهم في الجنوب وهذا دليل على أنّ أمريكا لم تعد تملك ادوات تأثير قوية في الميدان السوري .

• ماهي توقعاتكم لمستقبل المشهد في سوريا ؟
المشهد اصبح اليوم اكثر وضوحا اذ لا يمكن لأي قوى خارجية فرض املاءاتها على سوريا وان اي حل سياسي بعيد عن اتفاق سوري -سوري سيكون مرفوضا فيما يتعلق بالمعركة القادمة اعتقد ان «ادلب» ستكون ين خيارين اما الذهاب نحو المواجهة العسكرية في حال ارادت تركيا الاستمرار في احتلالها للمناطق وتعمدها عدم الالتزام باتفاقات استانة او سيكون هناك تكرار لسيناريو الغوطة ومنطقة الجنوب.

المشاركة في هذا المقال