الكاتب والمحلل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن لـ«المغرب»: مظاهرات البصرة هي انعكاس للأوضاع الاجتماعية السيئة

قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن في حوار لـ«المغرب» أنّ تنامي حدة الأوضاع الاجتماعية الكارثية هي احد

اهم اسباب المظاهرات التي تشهدها البصرة وباقي المدن العراقية . واعتبر عبطان حسن أنّ احتمال استغلال هذه المظاهرات من أطراف داخلية وإقليمية لتغيير وجهتها لصالح أطراف متصارعة على الساحة العراقية قد يزيد من تعقيد المشهد وتشويهه.

• لو تقدمون لنا قراءتكم للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها عدة مدن عراقية أبعادها وتداعياتها؟
ما يدور في البصرة الان ومنذ أسبوع هو انعكاس ورد فعل للأوضاع السيئة التي تفاقمت حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة المصحوب بانعدام الكهرباء وشحّ المياه الصالحة للشرب بالرغم من كون البصرة تنتج ثلثي واردات العراق من انتاج النفط، مقابل ذلك تعتبر البصرة واحدة من اسوإ مدن العراق من حيث الفقر والبطالة وانعدام الخدمات الاساسية من كهرباء وماء ومجاري وانتشار القمامة حتى في مراكز مدنها الكبيرة . والمظاهرات حتى الان سلمية وعفوية احتجاجا على سوء الخدمات والفساد، لكن ، لا يمكن التكهن من احتمال استغلالها من أطراف داخلية وإقليمية لتغيير وجهتها لصالح أطراف متصارعة على الساحة العراقية في ظل ظروف معقدة من الفراغ الدستوري ، وانتهاء اعمال الحكومة الحالية ، رغم مرور اكثر من شهرين على اجراء الانتخابات النيابية في 12 ماي الفائت حيث لم يتم أصلا اعلان نتائج العد والفرز اليدوي الذي وعدت به مفوضية الانتخابات لأكثر من مرة .

• هل من الممكن أن يشهد الوضع مزيدا من التطوّرات؟
تطور الوضع في البصرة وباقي مدن الجنوب يعتمد أساسا على كيفية تعامل الحكومة العراقية وقواتها الأمنية مع المتظاهرين ومطالبهم الشرعية ، فإذا أحسنت التعامل بإيجاد طرق عملية ومقنعة في تلبية ابسط حقوقهم الانسانية من كهرباء وماء وفرص عمل، فبلا شك سيؤدي ذلك الى انحسار الاحتجاجات وتوقفها ، اما اذا اساءت تقدير مطالب المحتجين وايكال التهم لهم على انهم مخربون وتعاملت معهم بقسوة، سيؤدي ذلك حتما الى تفاقم التظاهرات وامتدادها الى المدن المجاورة وحتى العاصمة بغداد .

• كيف ترون تأثير التطورات الاقليمية والدولية على المشهد الداخلي في العراق ؟
العراق في أزمة مستمرة أصلا منذ عقودٍ من الزمن ، والأطراف القوية المسيطرة على الساحة العراقية داخليا واقليميا ، ليس من مصلحتها خلق أزمة في العراق مع وجود قوى دولية عظمى كروسيا والصين داعمة لهذا التوجه أيضا .

• كيف ترون المشهد المقبل في العراق ؟وهل للقوى الخارجية تأثير فيما يحصل؟
لقد حدثت العديد من الاحتجاجات المماثلة خلال السنوات العشر السابقة لنفس الجماهير الغاضبة في البصرة والنجف وبابل وذي قار والكوت والعاصمة بغداد أيضا ، وضد نفس الوجوه والأسماء ، لنفس الأحزاب الحاكمة منذ العام 2003 ، وكانت النتيجة واحدة ، حيث تقوم الحكومة ذاتها بالتفاوض مع بعض قادة الاحتجاج ، ثم تشكيل لجان عليا تحقيقية ، يتبع ذلك التهدئة وانصراف المتظاهرين الى بيوتهم ، والالتفاف على مطالبهم المشروعة والاستهانة بها دون تحقيقها .. وهذا ما أتوقع حدوثه في هَذِهِ الاحتجاجات في حال بقاء نطاق أهدافها شعبيا للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والصحية .
اما عن تأثير القوى الخارجية ، إلى حدّ الآن لا وجود لعلامات تشير الى ذلك ، ولكن في حال امتداد نطاق هَذِهِ الاحتجاجات ووصول مساحتها الى حدود الآبار النفطية ، فهذا يعني ظهور علامات خطيرة الى حجم التدخل الإقليمي الخارجي على مسار هَذِهِ الاحتجاجات دون أدنى شك .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115