ليبيا: الجيش يفرض سيطرته على ميناء راس لانوف ويتقدم نحو باقي الموانئ

أكّدت القيادة العامة للجيش فرض سيطرتها على بوابة رئيسية في راس لانوف ، وأضافت قيادة قوات خليفة حفتر في ذات الإطار فرار عدد من عناصر

المجموعات المُهاجمة للموانئ ورغم ذلك يبقى المشهد غامضا داخل الهلال النفطي سيما مع قلة المعلومات والمصادر .

وباعتبار ان قيادة الجيش لم تتمكن حتى الان من تحديد هوية المجموعات المسلحة الغازية للموانئ ، برز تشكيل مسلح يحمل – شعار قادمون – ولئن اكدت اطراف من برقة بانه يمثل الشق المتطرف من اتباع القذافي واتهمت شخصا بعينه من قبيلة القذاذفة بجلب مرتزقة اجانب . فان احد مشايخ القبيلة ويدعى خليل الحمري من سرت نفى علاقة القذاذفة بما يحصل في الهلال النفطي.

مواقف دولية
في سياق ردود الافعال الدولية كشف سفير بريطانيا لدى ليبيا فرنك بيكر رفض بلاده للأحداث الجارية في الموانئ ، بيكر اعترف كذلك بان مليشيات اجنبية تسيطر على الموانئ.

وبعيدا عن مآل معركة الموانئ هبط انتاج النفط الى مستوى 650 الف برميل يوميا وخسائر مالية في حدود 30 مليون دولار يوميا، معلوم بأنّ ليبيا تأتي في المركز العاشر عالميا من حيث المخزون النفطي. وخلال العام الفارط تمّ اكتشاف حقل غاز قرب سبها يلبي احتياجات اوروبا لفترة 30 عاما.

ضمن هذا السيناريو وفي اطار تكالب شركات النفط والغاز الدولية، اكدت تسريبات من برقة بان تنفيذ هذا المخطط انطلق منذ 2012 عند ما تمّ تعيين ابراهيم الجضران المقرب من الجماعة الليبية المقاتلة . فالقانون المنظم لكيفية اختيار آمري حرس المنشآت النفطية ينص وجوبا على تعيين عسكريين من الرتب العليا.

لكن تم خرق القانون وجرى فرض الجضران امرا للجهاز للمنطقة الوسطى ، ما كشفته التسريبات كشف ولأول مرة أنّ المبعوث الأممي كوبلر وعندما هاجم الجضران الموانئ كان على علم بمحاولة إنزال عناصر شركة بلاك ووكر الامنية الشهيرة للسيطرة على الهلال النفطي كبديل للجضران والجيش . غير أن هذا المخطط سقط في الماء بنجاح الجيش في طرد مليشيات الجضران .

مشاورات سياسية مكثفة
ويجمع المتابعون لمساعي بلوغ الحل السلمي وإجراء الانتخابات على ان التطورات العسكرية في الموانئ مثلت انتكاسة لتلك الجهود ، خاصة مع تصاعد الخلاف بين ايطاليا وفرنسا . لكن رغم هذا الأمر الواقع فان شخصيات سياسية سواء في طرابلس او طبرق بصدد التشاور من اجل التسريع بتشكيل حكومة وحدة وطنية . مساع وجهود من شأنها انقاذ العملية السياسية المتعثرة.

صراع مسلح في خليج السدرة
وعن دوافع مهاجمة الموانئ النفطية مجددا وتوقيت الهجوم كشف المختار الجدال استاذ التاريخ بالجامعة الليبية وعضو المؤتمر الوطني السابق بان الصراع هذه المرة بين الشركات النفطية الاجنبية - الفرنسية والايطالية – وان ليبيا تدفع ثمن صراع المصالح بين فرنسا وايطاليا.

واضاف ان مخرجات ملتقى باريس اعادت ذلك الصراع للسطح و بأكثر قوة . في ذات الاطار اكد متابعون لمسار التسوية السياسية بان نجاحات حفتر واعتراف المجتمع الدولي به كلاعب محوري في المشهد القادم ازعج خصومه من دول الاقليم، فكان سيناريو مهاجمة الهلال النفطي واحد اهدافه السرية هو تقليص وإضعاف نفوذ حفتر داخل اقليم برقة . مما سيؤثر سلبا على مكانة القائد العام للجيش على المستوى الدولي .

واشار المتابعون الى ان احدى الدول القريبة جدا من ليبيا كانت على علم بهذا السيناريو ، اما محليا فلا يمكن بحال من الاحوال تبرئة المجلس الرئاسي من الاحداث الراهنة. فالجيش والكتائب المسلحة الموالية لحكومة الوفاق تسيطر على منطقة سدادة والقلعة والمجموعات المهاجمة تجمعت وانطلقت من القلعة.

موقف محرج للجيش
الهجوم الجديد على الموانئ النفطية يختلف بكل المقاييس عن الهجمات السابقة . فمن حيث حجم وتعداد ونوعية تسليح المجموعات المهاجمة ، ذكرت تسريبات بان اجماعي مقاتلي المجموعات يناهز 15 الف عنصر ضمنهم مرتزقة من جنسيات افريقية وذهبت ذات التسريبات الى ابعد من ذلك. وأضافت بان الطلائع التي هاجمت راس لانوف والسدرة في البداية كان مقاتلوها من ذوي البشرة السمراء .

اما فيما يتعلق بنوعية التسليح والعتاد فكل المعطيات تؤكد استعمال المجموعات المهاجمة لآليات حديثة ومناظير ليلية . معطيات وثبوت دعم خارجي للأطراف المهاجمة ،دفعت بالقيادة العامة للجيش الى توجيه نداء للأمم المتحدة والاتحادين الافريقي والاوروبي والجامعة العربية من اجل رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي. كما دفعت القيادة العامة بمزيد من الكتائب الى خليج السدرة حيث يتوقع انطلاق معركة الحسم العسكري ، السؤال المطروح هل يقدر الجيش على كسب المعركة وما مدى تأثير انصار الجضران في مدن خليج السدرة في تحديد مصير الهلال النفطي ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115