Print this page

اتهامات وتهديدات متبادلة : «قوات سوريا الديمقراطية» تشعل فتيل المواجهة بين الأسد وترامب

تبادلت كل من الولايات المتحدة الامريكية والنظام السوري الاتهامات والتهديدات،

اذ حذرت وزارة الدفاع الامريكية الرئيس السوري بشار الاسد من استخدام القوة ضد المقاتلين العرب والأكراد الذين تدعمهم واشنطن لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال شرق سوريا. يأتي هذا التصعيد بعد ان اكد الرئيس السوري بشار الأسد ان قواته ستتخذ خيار القوة ضد قوات سوريا الديمقراطية ذراع أمريكا في المنطقة في حال لم تنسحب بطوعية من المناطق الواقعة تحت سيطرتها وهو ما اثار حفيظة الولايات المتحدة الامريكية وغضبها.

وانطلقت شرارة هذا الخلاف الجديد بين الطرفين بعد أن قال الرئيس السوري بشار الأسد أنّ «المشكلة»الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية ‘’مضيفا «سنتعامل معها (قوات سوريا الديمقراطية) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأنّ غالبية هذه القوات هي من السوريين. إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم». الرد الامريكي جاء حادا على لسان البنتاغون الذي ‘’حذر من استهداف شركاء امريكا في سوريا’’ باعتبار أن قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية معروفة بتلقيها دعم سياسيا ولوجيستيا هاما من الولايات المتحدة الأمريكية ، مما مكّنها من السيطرة على مناطق واسعة بعد نجاحها في طرد تنظيم ‘’داعش» الارهابي منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية.

واثر هذا الجدل الذي احتدم بين النظام السوري والإدارة الامريكية قامت وحدات الحماية الكردية بجلب تعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة المالكية شمال شرقي محافظة الحسكة إلى مدينة القامشلي ، بسبب التطورات الأمنية في المدينة وريفها القريب.

مواجهة مباشرة
الى جانب تضارب الاستراتيجيات بين الولايات المتحدة الامريكية والنظام السوري بخصوص الاكراد، يعد الصراع التركي الكردي ايضا صراعا ازليا تتجلى احدى اوجهه على الميدان السوري بين قوات تركيا المتمركزة هناك ومايسمى بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية . ولعل تقدم هذه القوات المدعومة من واشنطن في سوريا سرّع وتيرة المواجهة المباشرة بين امريكا وسوريا وايضا تركيا، خاصة وانها تتكون من اغلبية كردية تعتبرها الحكومة التركية خطرا حقيقيا يقض مضجعها خشية تحول الاقتتال في الشمال السوري الى شرقها اين ينادي حزب العمال الكردستاني منذ عقود طويلة بالاستقلال عن الدولة التركية.

يشار الى انّ قوات سوريا الديمقراطية بدأت في نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد «داعش» من الرقة، بدعم واسع من التحالف الدولي سواء الغارات الجوية والدعم الأرضي.وتمكّنت هذا القوات التي تضم 27 فصيلا مسلّحا، من قطع كافة طرق الإمداد الرئيسية لمسلحي «داعش» إلى مدينة الرقة من الجهات الشمالية والغربية .
وتشمل قوات سوريا الديمقراطية مزيجا من القوات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، لكن محور تلك القوات هو وحدات حماية الشعب الكردية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي.ويصل عدد قوات سوريا الديمقراطية الى اكثر من 45 ألف مقاتل بينهم 10 آلاف مقاتل من مسلحي القبائل.

وتعتمد امريكا على وجود قوات سوريا الديمقراطية في سوريا بشكل حاسم سياسيا وعسكريا فيما تسميه حربها ضد الارهاب وخاصة تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي كما يرى مراقبون ان ‘’قسد’’ أي قوات سوريا الديمقراطية باتت ورقة ضغط وابتزاز تعتمدها امريكا للحصول على تنازلات تتعلق بالمعادلة السورية بعد ضبابية موقفها في المنطقة ودخولها في معترك عداوات متعددة مع عدة اطراف وعلى رأسهم ايران العنصر الفاعل في الميدان السوري المعروفة بدعمها لنظام بشار الأسد في سوريا.

المشاركة في هذا المقال