Print this page

للحديث بقية: الملك سلمان والتحولات السعودية الكبرى

«انخفاض معدلات الجريمة ورفع مستوى السلام»..هذا ما اعلنه العاهل السعودي

الملك سلمان بن عبد العزيز اول امس، ساعات فقط بعيد تداول ناشطين تقارير اعلامية تحدثت عن محاولة هجوم على القصر الملكي السعودي ، سرعان ما نفتها وكالة الانباء السعودية مشيرة الى قيام القوات السعودية بإسقاط طائرة لاسلكية ترفيهية صغيرة تعمل بالتحكم عن بعد خلال تحليقها فوق احد احياء الرياض الذي يضم قصورا ملكية . في حين نفت الحكومة السعودية حدوث أي خرق أمني.

وجاء تصريح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حول انخفاض معدلات الجريمة ورفع مستوى السلام في المملكة خلال العشرة أشهر الماضية ، كمحاولة للتأكيد على استقرار الوضع في البلاد ، امنيا وسياسيا واقتصاديا، وذلك في خضم التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة والخليج العربي بأسره .
ولا يخفى ان ولي العهد وجد نفسه امام تحد كبير سواء في داخل البلاط الملكي او خارجيا، بعد السياسات الاجتماعية والاقتصادية والامنية الجديدة التي انتهجها تحت مسمى «اصلاحات» . ورأى البعض - ان هذه الخطوات غير المعهودة -من شأنها اثارة حفيظة رجال الدين المحافظين في المملكة والرفع بالتالي من دائرة خصوم حاكم الرياض، سواء المحللين او الاقليميين.

وقد تضمنت الحملة التي يقودها الامير الشاب منذ تسلمه ولاية العهد ، تصفية مناوئيه ومنافسيه واحتجاز عشرات من كبار المسؤولين في المملكة من امراء ورجال اعمال ورئيس الحرس الوطني السابق الامير متعب بن عبد الله ورجال دين بارزين ، ففتح بذلك في الان نفسه اكثر من جبهة حرب داخلية وخارجية وفي مقدمتها ، حربه على الحوثيين في اليمن علاوة على عداء الرياض التاريخي لايران ...

ويسعى الامير الشاب لترسيخ موقعه داخليا وخارجيا ..باتخاذ سياسات مغايرة لاسلافه.. حاول تكريسها او تأمين مظلة دولية لها من خلال تمتين الروابط مع الجانب الامريكي ، وما خلف ذلك من جدل كبير وخاصة بعيد الحديث عن صفقة القرن والمحاولات الامريكية تنفيذها بضمانات سعودية.
وفي الحقيقة فان ما يجري في الرياض هو جزء لا يتجزأ من عاصفة التغيرات التي تشهدها المنطقة في اعقاب احداث 2011 ..هذه العاصفة التي قلبت موازين القوى في اطار تحولات كبرى لا احد يدرك الى اين تسير ، واي شرق اوسط جديد ستأتي به ؟.

المشاركة في هذا المقال