ليبيا: جدل حول منصب القائد العام للجيش بغياب المشير حفتر

اشتعلت الحرب الإعلامية ونشطت مواقع التواصل الاجتماعي من الاطراف الداعمة

للقائد العام للجيش والأطراف المعارضة له ودخلت دول الاقليم في تغذية تلك الحرب الاعلامية .

وانطلق البعض من هذا الطرف وذاك في طرح سيناريوهات ما بعد غياب القائد العام بسبب الطارئ الصحي المفاجئ الذي اصاب حفتر، مع ان جميع تلك الاطراف تعلم بان منصب القائد العام للجيش غير موجود في اغلب دول العالم ، سيما الدول الديمقراطية او تلك السائرة نحو الديمقراطية وقامت شعوبها بثورات من اجل بناء دولة المؤسسات والقانون . وليبيا واحدة من تلك الدول . كما تدرك تلك الاطراف الساعية الان لخلق حالة من الارتباك بان مجلس النواب اصدر قرار تعيين حفتر قائدا عاما للجيش اعترافا بجهوده لاعادة بناء الجيش ولمحاربة الجماعات الارهابية وان البرلمان بإمكانه حذف منصب القائد العام متى اراد املا في تفعيل منصب القائد الاعلى وكذلك رئيس الاركان العامة.

والسؤال المطروح لماذا كل هذا الصخب وما هي الدوافع الحقيقية لهذه الحرب الاعلامية ؟
وقبل الاجابة عن هكذا استفهامات ننوه الى ان القائد العام حفتر وقبل الطارئ الصحي المفاجئ قام بزيارة لمحور تابع للكرامة على تخوم درنة وفي كلمة لضباطه، اعلن بداية العد التنازلي للهجوم على المدينة في معقل للإرهابيين في شرق ليبيا ، مذكرا بان كافة محاولات ابعاد الحل العسكري باءت بالفشل . وبعد ذلك طالب ممثلو تيار الاسلام السياسي من اخوان والجماعة المقاتلة باستبعاد الحل العسكري والجنوح للحوار وتفعيل جهاز الامن في درنة واعطاء فرصة جديدة لاعيان وعقلاء درنة، لتجاوز الازمة . لكن يبدو ان القائد العام للجيش منعهم هذه المرة من تنفيذ هجوم كاسح على درنة بدعم من اطراف اقليمية ودولية مجاورة داعمة لقوات حفتر تعتبر نفسها متضررة من استمرار سيطرة تنظيم القاعدة على درنة.
ويذهب طيف من المراقبين الى التأكيد وعدم استبعاد ان يكون المشير حفتر قد تعرض الى ضغط كبير وتعليمات صارمة وحازمة من اطراف دولية قوية لمنعه من دخول درنة بالقوة . ومما يغذي هذا السيناريو هو حديث وسائل إعلام موالية لحفتر عن عرض قدمته القوات الامريكية في افريقيا «الافريكوم» للمشاركة في عملية تحرير درنة لكن القائد العام رفض العرض.

ومع اننا نستبعد فرضية ان يكون المشير حفتر باستطاعته الاعلان صراحة عن رفض العرض الامريكي لاسباب معلومة فانه مقابل ذلك بالامكان تصور عدم ترحيبه بمشاركة الافريكوم في تحرير درنة من فلول وجماعات القاعدة .وهذا ما زاد من الضغط على الرجل.
في الفترة الاخيرة بدا حفتر في الاشهر الاخيرة بالتخلي عن حلفائه الإقليمين والدوليين الواحد تلو الاخر، البداية كانت بالتضحية بالجارة مصر وتجسم ذلك في رفضه اقتراح القاهرة احتضانها لقاء السراج وحفتر وقبوله مقترح دولة الامارات العربية المتحدة . وبعد ذلك هاهي علاقته بالولايات المتحدة تسوء وهذا دفع بالمراقبين للتاكيد بان مرحلة حفتر تقريبا انتهت وما يجري الان انما هو ترتيب الامور لما بعد تلك المرحلة .

اما عن دوافع واسباب الضجة القائمة بسبب غياب حفتر عن المشهد فهو اولا اهمية درنة الاستراتيجية، اذ لا يخفى ان استمرار سيطرة الجماعات الارهابية على المدينة يتعلق بالجارة مصر امنيا ثانيا تيار الاسلام السياسي في طرابلس وغرب ليبيا لن يقبل بتوسع عملية الكرامة نحو درنة وكان من الطبيعي ان يعارض اعضاء من مجلس الدولة اتجاه الجيش للحسم في درنة . ثالثا لا ننسى ان درنة تتواجد داخلها قيادات كبيرة من تنظيم القاعدة الارهابي ، غضت المخابرات الغربية الطرف عن تسللهم الى المدينة وتلك المخابرات التي تخطط لضمان امنهم ودوام سيطرتهم على درنة .

طرابلس على أبواب مواجهات مسلحة
على جانب آخر، اعلنت ادارة مطار معيتيقة ايقاف الرحلات الداخلية والخارجية وذلك بعد استهداف المطار بقذائف الهاون بطريقة عشوائية مما تسبب في تضرر طائرة على ملك الخطوط الافريقية وخروجها عن الخدمة وكانت مصادر امنية من داخل المطار، اكدت بان الجهة التي اطلقت القذائف هي مليشيا البصرة انطلاقا من مدينة تاجوراء .
من جهة اخرى ناشدت قيادة الامن المركزي المسؤولة عن تأمين المطار حكومة الوفاق ارسال تعزيزات واسلحة بصفة عاجلة للتصدي لمليشيا البشير البصرة الموالية للشق المتشدد في مصراتة وجماعة الاخوان في طرابلس .

وعلى خلفية تلك التطورات يعرف محيط مطار وقاعدة معيتيقة حالة من التوتر والحذر من امكانية التصعيد الامني. ويرى مراقبون بان الاطراف المعرقلة لخطة طريق الامم المتحدة تسرع الى بث فوضى وتصعيد العنف مستغلة ضعف المجلس الرئاسي وتهاون لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن في تطبيق بنود القرار رقم 2257.
الجدير بالاشارة الى ان عديد الاحزاب السياسية أمضت على ميثاق شرف في العاصمة التونسية اعلنت فيه دعم اجراء الانتخابات العامة وقبول نتائجها ، وفق ما تقبله البعثة الاممية. ومن الاحزاب الموقعة على الميثاق، حزب العدالة والبناء – الوطن ( التغيير - المستقبل – تحالف القوى الوطنية ) . وجرى اجتماع تونس تحت رعاية منظمة هولندية . اما انصار النظام السابق فقد تضاربت مواقفهم بين مؤيد ورافض لنتائج اجتماع تونس واكد الشق الرافض بان حراك المستقبل لا يمثلهم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115