Print this page

الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد علي لـ«المغرب»: «إجراء الانتخابات في ليبيا يحتاج دعامات سياسية وقانونية وحماية دولية»

قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد علي في حوار لـ«المغرب» أنّ المشهد السياسي في ليبيا يتسم بالجمود منذ فترة طويلة ، مضيفا انّ

الانتخابات الليبية تسبقها عراقيل ومعوقات كبرى معتبرا ان الفشل يكون محتما في اي انتخابات لا تمتلك دعامات قانونية وسياسية تستند إليها وايضا حماية دولية لضمان شفافيتها .

• لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد الراهن في ليبيا من حيث التطورات السياسية والميدانية الأمنيّة ؟
هناك جمود سياسي واستمرار لذات الوضع في ليبيا منذ فترة طويلة ، ويبدو ان لا احد قادر او لا احد يريد تغيير هذا الوضع المعقد الجاثم في ليبيا وحتى الوعود اللاّحقة بإجراء انتخاب للرئاسة والبرلمان سوف تصطدم بعدة عقبات.مايحدث في ليبيا هو حُكم الغنيمة و لايُنتظر من هذا الحكم مصلحة لوطن او مصلحة لشعب.

• اذن هل تتوقعون فشلا في تنظيم الانتخابات المقبلة ؟
الفشل محتم لان اي انتخاب بحاجة الى قاعدة تقوم عليها وبحاجة الى أبنية داعمة تحميها فهناك عصابات مسلحة دينية وغير دينية وهي من لها السلطة على الارض وتستطيع ان تتلاعب كما تريد بالانتخابات، وليس هناك قوانين ملزمة ورادعة تحمي الانتخابات وتحمي المرشحين لهذه الانتخابات ولا يوجد قانون عام ملزم يحتكم اليه الليبيون فكل يحتكم لسلاحه وعصبته.

• وماهي البدائل او الخطوات التي يجب اتخاذها لإنجاح هذا الاستحقاق ؟
الخطوات والبدائل لإنجاح الانتخابات في ظل هذه الظروف هي الحماية الدولية مع اتخاذ حزمة إجراءات رادعة من الامم المتحدة او من الدول وفرضها على كل اطراف الصراع الذين لايقبلون بنتائج هذه الانتخابات.

• هذه الوعود الدولية بإنجاح الانتخابات هل بإمكانها تجاوز الانقسام الداخلي ؟
إنجاح الانتخابات لن يجاوز الانقسام الداخلي ، لانه انقسام وبكل اسف يتجذّر كل يوم ،ولهذا وان نجحت الانتخابات بحماية دولية فان الامر بحاجة الى تأهيل لاحق بعد الانتخابات لإعادة الوحدة الوطنية للشعب الليبي لان هذا الانقسام ترسّخ حتى في العقل الليبي وليس في المشهد السياسي فقط.

• ماذا بخصوص الانباء المتداولة حول الوعكة الصحية التي تعرض لها المشير خليفة حفتر ؟
يبدو ان الامر حقيقي حتى الآن لحصولي على بعض الأنباء من شرق ليبيا وهو ينذر بحدوث صراع على القيادة في شرق ليبيا اذا تأكد لعدة اطراف هناك وذلك لاختزال القيادة في شخص حفتر ولعدم وجود تفويض تراتبي منظم متين للسلطات من بعده.

• ماذا بخصوص الوضع الميداني امنيا ؟
الوضع الامني العام في حالة ترقب دائما وتحدث فيه المفآجات بين الحين والآخر وحالة الجنوب الليبي حرجة وفي شرق وغرب ليبيا جرائم جنائية متعلقة بسطو وسرقات وقطع للطريق وخطف وقتل بشكل غير مسبوق

• هناك اتهامات اممية لجماعات مسلحة بقتل سجناء وتعذيبهم ، برأيكم ايمكن ارساء الامن مجددا في ليبيا مع وجود هذا الكم الهائل من الجماعات المسلحة؟
يمكن ارساء الأمن في حالة وجود ارادة وطنية وفي حالة وجود حزم وصرامة وفي حالة وجود عقول مدبرة متفكّرة ،ولكن في ليبيا كل الحكومات التشريعية والتنفيذية تجامل هذه الجماعات وتدعمها، وهذه الجماعات موجودة فعليّا ومتهمة فعليا بالقتل والاغتصاب والتعذيب والخطف وغيرها من التجاوزات الاخرى.

المشاركة في هذا المقال