ليبيا: السيناريوهات البديلة في حال فشل محاولات توحيد المؤسّسات السيادية

كشف عبد السلام نصية رئيس وفد حوار مجلس النواب عن تفاصيل اجتماعه للمرة الثانية مع نظيره موسى فرج

رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة برعاية المبعوث الأممي غسان سلامة ، ووصف اللقاء بالمثمر والناجح .وأضاف نصية في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بان الاتفاق حصل على أن يجري توسيع التركيبات للمجلس الرئاسي في تركيبته الجديدة برئيس و نائبين لافتا النظر بأنه في حال لم نتمكن من إجراء الانتخابات بعقد المؤتمر الوطني الجامع . وأشار نصية بأن فشل المؤتمر الوطني في إيجاد توافقات حقيقية سيفتح الباب على سيناريوهات أخرى بديلة.

إلى ذلك أكد احد أعضاء مجلس النواب بان حرص وتصميم كل من الأعلى للدولة ومجلس النواب على يكون ممثلا صلب المجلس الرئاسي هو الذي عرقل تمرير تفاهمات لجنة الصياغة الموحدة عقب جلسات حوار تونس. ويرى متابعون للشأن الليبي في شقه السياسي المتعثر بان غياب الثقة والصراع المحموم على المناصب ،وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد الحد الأدنى للثقة بين أطراف الصراع المحلية يهدد بنسف الاتفاق السياسي ،ومن هناك فتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات أخرى وهي التي أشار إليها رئيس وفد حوار البرلمان. وأردف المتابعون بان فكرة ومقترح عقد مؤتمر وطني شامل التي نصت عليها خطة عمل الأمم المتحدة أثارت الكثير من الجدل، حيث أنّ غسان سلامة أوضح بأن المؤتمر المذكور ليس ببديل عن الحوار بين المجلسين، وإنما يأتي في سياق توسيع قاعدة الحوار وتشريك شرائح أقصاها مسار الحوار السابق و لكن مع مرور الأيام وتعثر مفاوضات وحوار لجنتي مجلس النواب والأعلى للدولة ومع تأخر عقد ذلك المؤتمر الجامع تأكد للرأي العام المحلي والدولي بان المؤتمر الوطني تعمدت البعثة الأممية تأجيل انعقاده وانتظار مصير ومخرجات حوار المجلسين ففي حالة نجاح ذلك الحوار فانه سوف يتم التخلي عن المؤتمر وفي صورة الفشل فسيدعى الليبيون لحضور المؤتمر الوطني الجامع.

أوضاع إنسانية صعبة
الجدير بالتنويه والإشارة أن المبعوث الاممي مدد إقامته في طرابلس في سياق حرصه على الاستماع لأكبر عدد من الأطراف المحلية كما التقى عبد الرحمان السويحلي رئيس الأعلى للدولة ناقلا إليه نتائج زياراته ولقاءاته الخارجية .كما جرى خلال لقاء سلامة مع السويحلي بحث آخر مستجدات الأزمة الليبية،واكتشفت مصادر مقربة من رئاسة الأعلى للدولة أن السويحلي جدد التأكيد على ضرورة احترام مواد و روح الاتفاق السياسي سيما المادة 15 منه المتعلقة بوجوب تشاور مجلس النواب مع الأعلى للدولة عند تعيين المسؤولين على رأس المؤسسات السيادية، وعدم احتكار اختيار المرشحين للمجلس الرئاسي القادم.

من جانبه عبر غسان سلامة عن عظيم قلق البعثة الأممية إزاء استمرار معاناة مهجري تورغاء و باقي الناس وطالب الأعلى للدولة بمضاعفة المساعي لإنهاء المأساة في ذات الإطار اجتمع المجلس الأعلى للقبائل و المدن الليبية في ترهونة .وقام المجلس بتشكيل وفد زار مخيم مهجري تورغاء بمنطقة قرارة القطف ،معلوم بان مئات العائلات من أهالي تورغاء يقيمون في الخيام التي قد قدمتها الأمم المتحدة للأسبوع الثالث تباعا بعد منعهم من طرف عدد من مليشيات مصراته من العودة إلي ديارهم ورفضت تلك المليشيات تنفيذ اتفاق العودة برعاية المجلس الرئاسي. وحول أخر تطورات ملف مهجري تورغاء أعلنت مصادر من داخل مصراته بان لقاء بين وفدين من تورغاء ومصراته سيعقد نهاية الأسبوع الحالي لبحث النقاط العالقة بين الطرفين وتؤكد نفس المصادر ان جهود عقلاء وأعيان مصراته نجحت خلال الفترة الأخيرة في إقناع عديد الرافضين لعودة أهالي تورغاء وأن المعارضين لإنهاء مأساة المهجرين اليوم قلة قليلة . وعلى صلة بتعثر تنفيذ اتفاق عودة مهجري تورغاء طالب المتحدث باسم شهداء ومفقودين مصراته المجلس الرئاسي باحترام ما نص عليه الاتفاق المبرم في الغرض في الشق المتعلق بدفع التعويض لمتضرري مصراته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115