Print this page

للحديث بقية: في الغوطة ... أطفال ينتظرون الحياة

ينتظر العالقون في الغوطة تحت القصف قرار مجلس الامن الدولي لإقرار هدنة لا تأتي ...فبات وقف المعارك

حلما لا يتحقق..
هو موسم الهجرة الى السماء حمل معه 96 طفلا في الغوطة على الأقل في قصف متواصل منذ الاحد الماضي ...فيما يزال الكثيرون عالقين تحت انقاض الابنية المدمرة ..وحتى المستشفيات والمرافق الطبية المتآكلة لم تسلم من القصف ...
في سوريا ، يدفع الاطفال ثمن ولادتهم على ارض الشام ..يدفعون ثمن وجودهم في مفترق هذا الصراع الاقليمي والدولي ...فلا يتوقف المطر الاسود عن الهطول فوق جثث النساء والأطفال والشيوخ ...
في الغوطة يأتي صوت أم وهي تغادر الحياة ملتصقة بابنها وتطمئنه بان الالم سينتهي قريبا ..
وفي أحد شوارع مدينة دوما، يخرج الاهالي من الاقبية والملاجئ دقائق قبل عودة القصف لإحضار بعض الحاجيات او الطعام في ظل انقطاع الكهرباء ..في حين يتفقد بعض السكان ما بقي من متاجرهم ومنازلهم ..
وفي مستشفى دوما، تنقل الكاميرات صرخة احد الممرضين وهو يتحدث عن نقص الادوية وتضاؤل إمكانيات اغاثة الجرحى ...
وفي خضم كل هذا المشهد ومع تواصل تفجر البركان منذ سبع سنوات يبدو ان لا رغبة لدى المجتمع الدولي في اخماد الحرائق ولا نية لدى اللاعبين الخارجيين في استعجال العملية السياسية ..يرسلون طائراتهم الحربية لتقصف ثم يتحدثون عن اعادة اعمار الابنية والمنازل والشوارع ، ولكن من يعيد ترميم وجه سوريا ..من يعيد ترميم ذاكرة ياسمينها الذي تلطخ بالدم مطولا ..من يعيد ترميم الحياة لأطفال غادروا منازلهم وأحلامهم وأجسادهم ورحلوا ....
يتواصل الصراع في سوريا لان انتهاء الحرب الآن، ربما سينقذ ارواح آلاف المدنيين وقد يعيد ملايين المهاجرين الى بلدهم ، لكنه قد لا يحقق كل المطلوب في التسوية السياسية او الصفقة التي لا تزال تطبخ على نار وقودها ابناء سوريا...

المشاركة في هذا المقال