«ثورة 17 فبراير» تطوي عامها السابع: النجاحات والاخفاقات والتحديات في المشهد الليبي

في مثل هذا اليوم من عام 2011 انطلقت الشرارة الاولى لـ«ثورة 17 فبراير»

من مدن إقليم برقة اجدابيا بنغازي القبة والبيضاء، إذ خرج الشباب في احتجاجات سلمية مطالبين بالتغيير والإصلاحات والقطع مع استبداد معمر القذافي وأبنائه.وعند ما أيقن النظام أن رياح التغيير قادمة الى ليبيا لا محالة شأنها الجارتين تونس ومصر أرسل القذافي كلا من عبدا لله السنوسي والساعدي القذافي إلى بنغازي للتفاوض مع المحتجين والذين يمثلون سجناء أبو سليم والمتضررين من انتهاكات النظام .

وخرج المدعو فتحي تربل للمحتجين للإعلان عن موافقة النظام على طلباتهم غير إن الاحتجاجات لم تتوقف شرقي البلاد ، لكن المفاوضات تواصلت وهذه المرة في مدينة البيضاء حيث كشف وفد النظام استعداد معمر القذافي التنازل عن صلاحياته ونفوذه لفائدة المجلس الانتقالي غير أن الأحداث تسارعت وأخذت منحى اخطر. وجرى تدويل الأزمة لتطلب الجامعة العربية من مجلس الأمن التدخل لحماية المدنيين وذلك ما حصل عبر القانون 1973 الذي أتاح لحلف الناتو التدخل عسكريا . أحداث استمرت لـ 8 أشهر سقط بعدها نظام القذافي سقوطا مروعا، ومعه تهاوت أجهزة الدولة وسط هذا كله تسللت الجماعات المتطرفة إلى ليبيا ومنها تنظيم القاعدة و’’داعش’’ الإرهابيين وانزلقت البلاد نحو الفوضى ونتج عن ذلك التقسيم والفوضى.

انتخابات 2012
في ظل حكم القذافي في ليبيا لم يعرف صندوق الاقتراع والانتخابات ولم تمارس السياسة إطلاقا لكن ‘’ثورة 17 فبراير’’ أتاحت تلك الفرصة والتجربة لليبيين من خلال انتخابات المؤتمر الوطني العام في 2012، وفاز التيار المدني برئاسة محمود جبريل فوزا ساحقا على حساب تيار الإسلام السياسي جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المقاتلة . غير أن المفاجأة المدوية حصلت بانقلاب الأعضاء الفائزين على محمود جبريل وانضمامهم إلى صف الإخوان ومن هناك بدأ الانقسام وتفرد الإخوان بالحكم . تعاقب المسؤولون على رئاسة الحكومة المؤقتة لكن كلهم خضعوا لجماعات الإسلام السياسي بما فيهم علي زيدان.

تحديات
ثم جاءت انتخابات البرلمان في 2014 ونفس المشهد تقريبا هو الذي جرى انتخابات شفافة ونزيهة ونتائج ضعيفة جدا للإسلام السياسي وانقلاب جديد على النتائج أسفر هذه المرة عن عودة المؤتمر الوطني للسيطرة على طرابلس، وتشكيل حكومة موازية حيث شكل البرلمان حكومة أخرى في طبرق. وتواصلت التجاذبات والصراع إلى أن تدخل المجتمع الدولي وعينت الأمم المتحدة بعثة الدعم الأممية والتي اتصف عملها بالضبابية، وانطلق حوار الفرقاء ببطء إلى أن جاء المبعوث الحالي غسان سلامة الذي يجتهد من اجل بلوغ الحل وتحقيق الحد الأدنى من التوافق بالاضافة الى انطلاق مساعي توحيد الجيش برعاية مصرية، هذا عسكريا أما سياسيا فقد نجح سلامة في جمع الفرقاء وجها لوجه عبر حوار تونس .
وعندما لاحظ غسان سلامة صعوبة تنفيذ الاتفاق السياسي اقترح خطة عمل جديدة مستمدة من روح ذلك الاتفاق وعلى ذلك الأساس انطلق الحوار مجددا. ورغم اجتهادات المبعوث الاممي تواصل ظهور العراقيل ضمنها الجدل حول الدستور وآلية اختيار المجلس الرئاسي وصلاحيات الحكومة والرئاسي، ومع طول الأزمة السياسية تفاقمت أزمة الهجرة غير الشرعية وزادت الانتهاكات الفظيعة ضد المهاجرين وهدد المجتمع الدولي بفرض عقوبات على مهربي البشر وإرسال قوات عسكرية ليبيا.

لكن المجتمع الدولي مازال مؤمنا بان الحل الممكن في ليبيا لا يكون إلا عبر الحوار السلمي، كما شهدت الفترة الاخيرة تفعيل دور الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي و بداية ظهور وعي لدى الشعب الليبي بضرورة إنقاذ بلادهم. كما سلف الذكر الجماعات المتطرفة الإرهابية تسللت لليبيا منذ بداية ثورة 17 فبراير وأشعلت حالة الفراغ للسيطرة على مناطق معروفة، ورغم التضحيات الجسام من الجيش في مقارعة تلك الجماعات إلا أن خطرها مازال قائما سيما في جنوب البلاد حيث تحالف داعش مع مهربي البشر وهذا ما سوف يمثل اكبر تحد أمام المجلس الرئاسي والمجتمع الدولي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115