بعد جدل في ليبيا لتمكين مهجّري تورغاء من العودة: تهديدات باللجوء للقرار 1973 و توقعات بقرب إرسال قوة لحفظ السلام

ذكر عضو من مجلس النواب بان ليبيا مازالت تحت طائلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973

والذي سمح للمجتمع الدولي من خلال حلف الناتو بالتدخل في البلاد لحماية المدنيين من كتائب القذافي ووقف تقدم الرتل المسلح المتجه إلى بنغازي ،وكان غسان سلامة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا إلى إمكانية تدخل الأمم المتحدة وتمكين مهجري تورغاء من عودة آمنة إلى ديارهم.

تصريحات سلامة جاءت بعد استهداف مجموعات من البنيان المرصوص لمخيم وقتي لمهجري تورغاء في منطقة قريبة من بوابة الربعطاش وإصابة عدد من المهجرين بجروح. وتعالت أصوات العقلاء داخل مصراتة لإقناع معرقلي تنفيذ اتفاق عودة المهجرين و حمايتهم . من جهة ثانية عقد اعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الدولة عن مصراتة اجتماع تشاوري لذات الغرض، وانتقد الحاضرون تسرع المجلس الرئاسي بالإذن للمهجرين بالعودة . وشدد المجتمعون على ضرورة تعاون جميع الاطراف لتحقيق ما نص عليه الاتفاق المذكور.

في سياق ردود الأفعال دوما استهجن المحلل السياسي فرج زيدان تصريح اللواء محمد الحداد أمر المنطقة العسكرية الوسطى في مصراتة المكلف بحماية وتأمين تورغاء بأنه لا يستطيع توجيه السلاح إلى مجموعات من مصراتة وتساءل زيدان لماذا يواصل المجلس الرئاسي الرهان على المجموعات والمليشيات المسلحة وهو يدرك أنها في نهاية المطاف سوف تنحاز إلى مدنها.

معلوم بان وقائع وصور انقلاب تلك المجموعات التي سبق أن أعلنت انضمامها إلى الشريعة تعددت في مناسبات عدة وأحرجت السراج وورطته أمام الرأي العام المحلي والدولي . وأثبتت تلك الوقائع بان قيادات تلك المجموعات لايهمها سوى جمع الأموال الطائلة من الرئاسي ،وتكفي الإشارة الى ان الرئاسي تعهد بتقديم 3 مليون دينار الى البنيان المرصوص مقابل التزامها بتنفيذ اتفاق عودة مهجري تورغاء – لكن وبعجز الرئاسي عن دفع المبلغ كاملا تنصلت مجموعات البنيان المرصوص مما تعهدت به . غضب السراج قد يدفعه إلى تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة بالتدخل وإرسال قوة عسكرية لحماية تورغاء.

علما وان موافقة الامم المتحدة على طلب السراج معناه ايضا فرض عقوبات على الأطراف المعرقلة بداهة.ومن هنا يبدو ان عقلاء مصراتة وضمنهم اعضاء في مجلس النواب والدولة مازال لديهم امل في تدارك الموقف . بمعنى اوضح الصراع الان على اشده داخل مصراتة بين التيار المعتدل والمتشدد . تيار معتدل يمثله المجلس البلدي وأعضاء من المجلسين عن المدينة وتيار متشدد تمثله قيادات عسكرية داخل البنيان المرصوص وكتيبة الفاروق، الى جانب ذلك تحاول مكونات المجتمع المدني التموقع وسط هذه التجاذبات والتأكيد على ان الموقف دقيق ويتطلب تعيين المصلحة الوطنية وابعاد الفتنة.

اشكالية دفع التعويضات
بعد اقرار احد بنود اتفاق عودة مهجري تورغاء دفع تعويضات مالية الى المتضررين من الطرفين، طالبت هيئة مهجري بنغازي المجلس الرئاسي بدفع تعويضات الى عائلات بنغازي المهجرة هي الاخرى، ويخشى طيف من المتابعين المحليين بان تسلك مدن اخرى ذات المسلك. وتطالب بتعويضات من الدولة بينما الجميع متضرر في ليبيا ، فهل ليبيا في ظل الازمة الراهنة قادرة على دفع تلك المبالغ الضخمة ؟ . ويجمع الملاحظون على ان اكبر خطا وقع فيه المجلس الرئاسي هو اقرار نقطة التعويضات عند توقيع اتفاق مصراته تورغاء ،ومن الصعوبة بمكان التراجع عن ذلك الاقرار والدور موكول للمجتمع المدني والعقلاء لإقناع المطالبين بالتعويض المالي بأنه لا قدرة للبلاد على الايفاء بتعهّد والتزام مالي .
يشار الى ان مدنا عديدة تضررت دمرت منازل اهاليها وبنيتها التحتية وقتل وأصيب العشرات من ابنائها واحتجز واعتقل ولم تطالب بتعويض. قائمة هذه المدن عريضة وطويلة ورشفانة- الزاوية- زوارة المشاشية- و غيرها و السؤال المطروح هل تتراجع مصراته و تورغاء عن طلب التعويضات المالية ام تتمسك بحق التعويض .

مبررات ارسال قوة حفظ السلام
بالتزامن مع تعالي اصوات محلية بتطبيق القرار 1973 وقيام الامم المتحدة باتخاذ اجراءات وخطوات ميدانية لحماية المدنيين في ليبيا في ظل فشل السلطات الشرعية في الاضطلاع بمهامها الامنية طفت على سطح مرة اخرى فكرة ارسال قوات حفظ السلام او القبعات الزرقاء الي استبعدتها الامم المتحدة في السابق لعدة اسباب منها مسالة التمويل .وجرت في ذات السياق مشاورات واتصالات مع شركة بلاك ووكر الشهيرة كما اشارت تسريبات اخرى بتكليف قوة عسكرية من نيبال بحماية المقار السيادية.

لكن مع المستجدات الاخيرة بين تورغاء ومصراتة عادت الفكرة من جديد وهذه المرة عبر تلميحات من المسؤول الاول عن البعثة الاممية غسان سلامة.

المستجدات والدوافع كذلك تتمثل في سعي البعثة الاممية نفسها الى العودة الى مباشرة عملها من طرابلس وليس من تونس ،وحينما نعلم بان الجهة الامنية الليبية حاليا قادرة على حماية البعثة فانه وقتها يمكن استنتاج ان فكرة تجميد فكرة ارسال القبعات الزرقاء الى ليبيا اصبح مسالة وقت لا اكثر. اما عن ذلك الرفض والتحفظ الشعبي فلم يعد موجودا بل عكس ذلك فان عدة مدن تطلب اليوم ارسال مثل تلك القوة، وعلى راس تلك المدن تورغاء ومهجري بنغازي مع فارق بسيط ولكن مهم وهو ان القوات المسلحة شرقي البلاد سبق ان تعهدت بضمان حماية عودة المهجرين .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115