اليوم انطلاق مؤتمر «سوتشي» لحل الأزمة السورية: سعي دولي لاقتناص توافق صعب والتوتّرات الميدانيّة تهدّد بإفشاله

انطلق يوم امس الاجتماع التحضيري لمؤتمر سوتشي لحل الازمة السورية بعد أشهر طويلة من الجدل

والأخذ والرد حول فرضية انعقاده من عدمها ، ومن المقرر ان ينعقد المؤتمر الدولي اليوم الثلاثاء في روسيا وسط انتظارات وتوقعات ان يتمخض عن انطلاق محادثات جادة لوضع مسودة دستور جديد لسوريا بالإضافة الى وضع الخطوط العريضة للمرحلة السياسية المقبلة .

ويأتي المؤتمر الّذي يحمل أهمية قصوى لأنّه الأول الذي سيضمّ عددا لايستهان به من الاطراف المؤثرة في المعادلة السورية داخليا وخارجيا ، وأيضا لتزامنه مع التطورات العسكرية الميدانية الاخيرة وخاصّة عملية ‘’غصن الزيتون’’ التي تشنّها تركيا في الشمال السوري اين تخضع هذه المدينة لسيطرة الأكراد. ولم تكن الخطوة التي أقدمت عليها انقرة مفاجئة خاصة وانها هددت مرارا وتكرارا باجتياح عفرين منذ بداية 2017 . وخلفت عملية ‘’غصن الزيتون’’ ردود فعل متضاربة بعد ان عللت انقرة تدخلها بالسعي إلى الحفاظ على أمنها القومي من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي والتي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية العماد الأساسي لها. يشار الى ان تركيا هي ايضا من بين الدول المشاركة في مؤتمر سوتشي كما انها استعملت ورقة «سوتشي’’ لفرض الامر الواقع على روسيا وايران وكسب تاييدهما في تدخلها العسكري الاخير في عفرين .

جدل وانتقادات متزايدة
وسبق ان تم تأجيل مؤتمر «سوتشي» المعروف ايضا باسم ‘’مؤتمر شعوب سوريا’’ حيث كان من المقرر انعقاده اوائل الشهر الجاري ، وهو مافتح باب التأويلات واسعا حول اسباب التأجيل علما وان الاجتماع اثار جدلا كبيرا منذ الاعلان عن نية تنظيمه في روسيا .
وتتعدد اسباب الجدل الذي رافق المبادرة الروسية لرعاية الحوار السوري السوري ومن اهمها الاطراف المشاركة. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 1600 شخص يمثلون مختلف المجموعات السياسية والعرقية الطائفية في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمانة العامة للأمم المتحدة، فضلا عن مصر والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وكازاخستان لحضور المؤتمر بصفة مراقبين.ومن بين المشاركين في اجتماع سوتشي روسيا وإيران وتركيا كبلدان ضامنة لاتفاقات ‘’أستانة’’ بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

فرص نجاح هشة
كما يأتي المؤتمر في ظل مواقف متضاربة بخصوص المعادلة السوريّة وجهود إرساء حلّ سياسي ينهي أزمة استمرت أكثر من 7 سنوات ، ويهدد هذا التضارب في الاستراتيجيات الدولية مؤتمر سوتشي بالفشل ، خاصة وان طرق التوصل لتسوية سياسية باتت وعرة عقب رفض المعارضة المشاركة في «سوتشي»لعدة أسباب أهمها الشروط المسبقة التي وضعت من قبل روسيا، كما طالبت المعارضة بأن تكون المفاوضات مع النظام، برعاية أممية.

وقبل ذلك بيوم، أعلنت هيئة التفاوض، مقاطعتها مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية، على حسابها الرسمي بموقع تويتر، قائلة «نعلن مقاطعتنا مؤتمر سوتشي، الذي دعت اليه روسيا، في 29 - 30 جانفي الحالي»، وتعدّ الهيئة اكبر ممثل للمعارضة السورية خصوصا وأنها تضم الائتلاف الوطني السوري، ومنصتي القاهرة وموسكو، والفصائل العسكرية، بالإضافة الى عدد لايستهان به من المستقلين.

ويرى مراقبون للمشهد السوري ان تداخل الاوضاع الميدانية والاستراتيجيات الخارجية ستؤثر سلبا على مجريات المؤتمر الحالي وقد تجعل ايضا من فرص نجاحه على المحك مع العلم ان غياب بعض الاطراف كمنصة المعارضة عن المشاركة ياتي ليزيد من ضبابية المشهد الراهن وافق نجاح ‘’سوتشي’’.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115