ليبيا: التصعيد الأمني و إعادة طرابلس الى مربع الفوضى أحد سيناريوهات إفشال الانتخابات

اعلن فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق حل مليشيا البشير البقرة «مشاة 33 « التابعة لوزارة دفاع الوفاق ،

وذلك على خلفية مهاجمتها مطار معيتيقة الدولي وما رافق تلك الاحداث من اشتباكات مسلحة اسفرت عن مقتل 223 عنصرا مابين عسكريين ومدنيين واصابة اكثر من 60 اخرين اختلفت اصاباتهم مابين المتوسطة والخطرة .

وكشفت مصادر مقربة من الرئاسي بان الهدف من الهجوم هو اطلاق سراح دواعش وعناصر من تنظيم القاعدة الارهابية قبضت عليهم مؤخرا قوة الردع الخاصة التابعة لداخلية الوفاق .بما يعني ان المجموعات المسلّحة المنضوية تحت شرعية المجلس الرئاسي هاهي مرة اخرى تختار المواجهة فيما بينها، حيث سبق لقوات المنطقة الغربيّة بقيادة اللواء اسامة الجويلي من الزنتان ان هاجمت معبر راس الجدير محاولة السيطرة عليه و اشتبكت مع قوات المجلس العسكري زوارة .

و لئن تمكن عقلاء ومسؤولو زوارة من تجاوز الازمة بأخف الاضرار فان تكرار المواجهات بين المجموعات المسلحة التابعة للرئاسي يطرح السؤال مجددا حول قدرة الرئاسي على اخضاع قياداتها المسلحة وفرض الانضباط داخل صفوفها . يرى متابعون لمسار تنفيذ الترتيبات الامنية بان السراج عجز الى حد الان عن كبح جماح الجماعات المتشددة فتلك الجماعات بقياداتها ومقاتليها لم تعلن موقفها النهائي من الإرهاب فالدواعش الذين فروا من بنغازي لجؤوا الى غرب البلاد.

ويضيف المتابعون بان الجماعة المقاتلة والشق المتشدد في تنظيم الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة يخطط للتصعيد وتفجير الاوضاع الامنية في البلاد، من اجل ارباك الجهود الدولية والمحلية في بلوغ الانتخابات مع نهاية العام الجاري .
فتيار الاسلام السياسي الراديكالي يدرك عدم كسبه للانتخابات بسبب التحولات الاقليمية والدولية والمحلية، كما يدرك هذا التيار بان امكانية تزوير النتائج تكاد تنعدم تماما باعتبار اشراف الامم المتحدة على الانتخابات وفي هكذا حال ليس امام الجماعات الاسلامية المتشددة غير افشال الاستحقاق الانتخابي .

اين يكمن الحل؟
جميع المؤشرات والتطورات تؤكد بان البلاد بهذا العبث السياسي والعسكري فشل السراج الذريع في السيطرة حتى على المجموعات المسلحة التابعة لوزارة دفاعه لن يمكن لها أن تصل إلى الانتخابات بسلام، ولن يتمكن المجتمع الدولي من تامين العملية الانتخابية سيما في ظل ضعف الحرس الرئاسي، كما انه لا احد يضمن عدم حصول انشقاقات أخرى في صفوف باقي المجموعات المسلحة بما فيها قوة الردع الخاصة التي تحمي السراج دون تجاهل الدعوات الصادرة من مصراتة والصادرة مثلا عن أمر المخبرات التابعة للرئاسي محمد قنيدي الذي طلب من ثوار تاجوراء ومصراتة بدعم مليشيا البقرة للسيطرة على طرابلس.

وأمام هذا التصعيد الأمني الخطير أكد نشطاء من المجتمع المدني في العاصمة طرابلس بان الحل بيد قبائل الطوق، أي قبائل المدن المحيطة بطرابلس للتدخل لدى المليشيات لوقف عبثها .مبادرة قطع الطريق إمام المليشيات المتشددة يمكن أن تطرح خلال انعقاد المؤتمر الوطني الجامع المتوقع قريب .

واستغرب النشطاء بالمجتمع المدني عدم دعوة غسان سلامة للجنتي المصادقة على مخرجات لجنة الصياغة المشتركة، ومن هناك التصويت صب البرلمان على تعديل الإعلان الدستوري وتضمين الاتفاق السياسي وإصدار القانون الانتخابي فعدم انجاز تلك المراحل أوجد حالة من الجهود للعملية السياسية وأعطى الفرصة لمعرقلي الاتفاق السياسي للتحرك المسلح وفي طرابلس بالخصوص نظرا إلي مزيتها .

ويخشى دعاة الدولة المدنية بان تستغل التنظيمات المتطرفة وبالتحديد تنظيم «داعش» الارهابي وتنظيم القاعدة الارهابية الفرصة ايضا للشغل في العاصمة ،وهذه المخاوف ليست حكرا على دعاة الدولة المدنية وحدهم بل تشمل دول الجوار كتونس ومصر المتضررة الأولى من استمرار الفوضى في الجارة ليبيا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115