Print this page

لإعادته الى واجهة الاهتمامات الدولية وتلبية لدعوة السراج: بعثة الأمم المتحدة تضاعف اهتمامها بالملف الليبي

التقى وكيل الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون السياسية رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورؤساء الكتل البرلمانية بحضور غسان سلامة المبعوث الأممي في مدينة «القبة»

من اجل بحث آخر المستجدّات السياسية والأمنية في البلاد، والتسريع في تنفيذ خطة عمل البعثة الأممية خلال كلمة له بالمناسبة أكد غسان سلامة بأنّ عمل البعثة يركّز حاليّا على الاستفتاء على الدستور والانتخابات والمصالحة الشاملة.
الجدير بالتنويه بأنّ الأمم المتحدة ضاعفت من اهتمامها بالملفّ الليبي منذ تسلّم الأمين العام الجديد انطونيو غوتيريش لمهامه، وأول خطوة اتخذها في سياق اهتمامه بالأزمة السياسية في ليبيا هو تعيين مبعوث جديد وهو غسان سلامة وتلى ذلك طرح خطة عمل جديدة جاءت من رحم الاتفاق السياسي ،وهذه الخطة تبناها في وقت لاحق مجلس الأمن الدولي وبالتالي أصبحت ملزمة لكافة الإطراف المحلية .

واهتمام المنظمة الدولية يتجسد مؤخرا في إرسال وكيل الشؤون السياسية الى ليبيا لدعم غسان سلامة وإرسال رسائل للداخل الليبي والأطراف المعرقلة مفادها أن الاتفاق السياسي وخارطة الطريق الأممية هي الإطار الوحيد لحل الأزمة وإنهاء المرحلة الانتقالية.
في ذات الإطار كان رئيس المجلس الرّئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج وجه الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة لزيارة ليبيا ، زيارة قد تكون مع انعقاد المؤتمر الوطني الجامع . ويرى مُتابعون للشّأن المحلي بانّ سير الإعداد للانتخابات بلغ مرحلة متقدمة وتتوقع مفوضية الانتخابات بلوغ مليون ناخب جديد إضافة إلى مليون ونصف ناخب مسجل منذ انتخابات مجلس النواب في 2014 وهو رقم مرضي للغاية مقارنة بالرقم الإجمالي للمؤهلين للاقتراع حوالي 4 مليون مواطن .

عقبات كبيرة
كما أن جهود انجاز المصالحة الشاملة لم يعد يمثل عقبة كبيرة سيما مع وجود رغبة حقيقية في داخل مصراتة لطي صفحة الماضي والتصالح مع باقي المدن، أما امنيا وكيفية حماية الانتخابات فان الأمر مرتبط بالمصالحة الوطنية .
ليبقى الإشكال الوحيد هو الاستفتاء على الدستور القادم والحكم الذي من المفروض ان تصدره المحكمة العليا في الطعن المعروض عليها في شرعية مسودة الدستور. وكانت انتقادات بالجملة وجهت للمسودة منها غياب الديباجة باعتبار اغلب دساتير العالم تحتوي على ديباجة . ومن العيوب الأخرى نجد أنّ المادة الثانية والمتعلقة باللغة الرسمية للدولة لم تنص على لغة محددة وإنما اكتفت بالإشارة إلى اللغات المتواجدة في ليبيا بما يلزم الدولة ما بعد اعتماد الدستور على التعامل بكافة تلك اللغات ،ورغم الجدل الحاصل حول إجراء الاستفتاء على الدستور قبل الانتخابات من عدمه فان الأمم المتحدة مصممة على انجاز الخطوة حتى تنهي المرحلة الانتقالية بنهاية العام الجاري .

تحالفات و متغيرات
مع تقدم الاستعداد للانتخابات وسعي كل طرف لضمان أوفر خطوط للنجاح سجلت الساحة السياسية عديد التحركات من ذلك ما كشفت عنه بعض المصادر حول تحول وفد من مصراته إلى إقليم برقة للقاء حفتر من أجل إنهاء الخلاف بين الطرفين. تحرك مصراتة جاء لفكّ العزلة السياسيّة عنها ولقطع الطريق أمام أنصار القذافي وإمكانية تحالفهم مع حفتر.
تحالفات ومتغيرات قد تكون الكلمة الفصل فيها للقبائل الكبرى في أقاليم ليبيا الثلاثة سواء من خلال المجلس الأعلى للقبائل او خلال المؤتمر الوطني الشامل الذي نصت عليه خارطة الطريق الأممية أو بعد ذلك خلال عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .

المشاركة في هذا المقال