Print this page

الكاتب والباحث الكردي زيد سفوك لـ «المغرب»:: القضية الكردية باتت مرتبطة بالمشروع الأمريكي والبريطاني في المنطقة

قال الكاتب والباحث الكردي زيد سفوك لـ « المغرب « ان المشهد في العراق لم يتغير منذ عام 2003 ،

مشيرا الى ان الفوضى ما تزال تعم جميع ارجاء العراق من تفجيرات بين فترات متقطعة وعمليات ارهابية وتطرف سياسي داخل الحكومة وخلافات برلمانية واوضاع اقتصادية متدهورة بسبب الفساد والديون الخارجية .

وفيما يتعلق بالازمة بين اربيل والحكومة المركزية اجاب ان هناك صراعا عقيما ، والأمور معقدة للغاية لان الطرفين لا يملكان قرارا ذاتيا لإنهاء الصراع موضحا بالقول :« الحكومة المركزية لا تملك اي قرار للحل لان جميع قراراتها السياسية هي في الحقيقة طائفية ، واربيل منقسمة داخليا بين خلافات الاحزاب السياسية وغير قادرة بدورها على اتخاذ قرار فردي للاستقلال لان الداخل والخارج ضد قرار الرئيس مسعود البرزاني في التوجه للمشروع القومي الكردي ، فاقليم كردستان محاصر جغرافيا وليس لديه اي منفذ للاعتماد عليه، الامر الذي يؤدي الى رضوخه للشروط بالبقاء ضمن عراق موحد وتحمل ما ينتج عن سياسة الحكومة المركزية» .

ويتابع ان القضية الكردية باتت مرتبطة بالمشروع الامريكي والبريطاني في المنطقة وخاصة في العراق وتركيا وسوريا ، وجميع الوقائع تدل بان قيام دولة كردية بات من الماضي اذا اعتمد الكرد على هذه الخريطة ، اما في حال قيامهم بتحمل واجباتهم القومية فما عليهم سوى انتظار نتائج الحل في سوريا لأنها ستكون المنفذ الوحيد لاربيل للاعتماد عليه ، ويضيف محدثنا :« فالمصالح الامريكية تبدأ من الاقليم وتتجه الى المناطق الكردية في سوريا وصولا الى البحر ، ويستطيع البرزاني ان يفرض شروطه حينها على الادارة الامريكية بالاستقلال لأنه يملك ورقة إقامة إمارة كردية (هولير دهوك زاخو وجميع نواحيها) في حال عدم الوصول لتوافق داخلي لاعلان الدولة الكردية ، واعلان امارة كردية تعني زعزعة مصالح الامريكان وهو ما يرجح انها ستقوم بالنهاية لارضاخ جميع الاحزاب السياسية للتوافق واعلان الاستقلال اذا اصبح منفذ بيشخابور الحدودي معترفا به رسميا ».

وقال ان الدور الكردي في المنطقة مهم للغاية لسببين :
الاول انهم اصحاب قوة ونفوذ ولا يستطيع احد ان يتجاوزهم من دون موافقتهم وهم اكثر الشعوب ثقة للتحالفات وتنفيذ وعودهم .
الثاني : دون وجودهم ستعم الفوضى ولن يتم الوصول لاي حل نتيجة ترسيخ مفهوم الطائفية داخل المجتمعات المتقاربة اليهم والصراع الدائر بين السنة والشيعة ، وخلال هذه الاعوام التي مضت اثبتوا انهم خارج دائرة الصراع الطائفي ولم يقفوا مع احد ضد اخر لقناعتهم التامة ان ما يجري هو تنفيذ مصالح خارجية على حساب شعوب المنطقة .
ويضيف الباحث الكردي :«مع الأسف الشديد خلافاتهم الداخلية عميقة جدا ودائما تؤدي الى ضياع حقوقهم وتشتتها ، تحتاج القوى السياسية الكردية الى لغة التسامح والفكر المنفتح والثقافة السليمة ولغة الحوار بين بعضها البعض وبدون ذلك لن يستطيع اي احد اخر مساندتهم في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة».

المشاركة في هذا المقال