بعد «فيتو» أمريكا ..: العالـم يستنكر والحكومة الفلسطينية تبحث عن عرّاب جديد لعملية السلام

تقود السلطة الفلسطينية منذ اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لـ«اسرائيل» جهودا دبلوماسية حثيثة لإرساء مرجعية تفاوض جديدة لعملية التفاوض بين الفلسطينيين اصحاب الارض

وسلطات الاحتلال الاسرائيلية،فبعد الفيتو الاخير الذي استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن لإفشال قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» تواجه الحكومة الفلسطينية حربا ضروسا في مساعيها لتدويل القضية وإعادتها الى الواجهة ضمن اهم القضايا العالمية.

وكانت 14 دولة عضوا في مجلس الأمن وافقت على مشروع قرار قدمته مصر يرفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلنه قبل أسبوعين بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.إلا أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض «الفيتو» لإحباط مشروع القرار المذكور.ويرى متابعون للشأن الدولي ان ‘’الفيتو’’ الامريكي في مجلس الامن ورغم انه كان متوقعا ، سيزيد من عزلة امريكا على المستوى السياسي العالمي مع العلم ان قرار ترامب حول القدس يواجه رفضا دوليّا واستنكارا عربيا وغربيا بحكم ان واشنطن تخطت – وفق كثير من الاراء- دورها كعرّاب لعمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مما يفقدها شرعية قيادة أي مسار تفاوضي مُستقبلي بين الطرفين. كما يرى متابعون للشأن الدولي أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد تجاه القضية الفلسطينية تعد عدولا واضحا عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود وانحيازا واضحا لصالح اسرائيل بعيدا عن الإجماع الدولي المتوافق حول ضرورة تقرير وضع القدس كنتاج لعملية تفاوض متكافئة بين الجانبين.

يشار الى انّ جلسة مجلس الامن تزامنت مع حراك دبلوماسي كبير تقوده السلطة الفلسطينية لإيصال صوت الفلسطينيين الى المنصات الدولية، اذ أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي امس الثلاثاء عن اتصالات فلسطينية مكثفة لحشد الدعم لمشروع قرار بشأن القدس تم تقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أمس الاول أنه سيتم اتخاذ «إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية» ضد إعلان الرئيس الأمريكي المتعلق بالقدس.

والى جانب التوجه الى المنظمات الدولية يؤدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة رسمية اليوم الاربعاء الى المملكة العربية السعودية لبحث وضع القدس ، يشار الى انّ الزيارة كان من المزمع اجراؤها امس الثلاثاء الا انه تم تأجيلها الى اليوم الاربعاء. وبعد زيارة الرياض ولقائه الملك السعودي يزور عباس فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ،مع العلم ان فرنسا من الدول التي تشدد في كل التصريحات الاعلامية على رفضها للقرار الامريكي الاحادي بشأن القدس.

إدانة دولية واسعة
يشار الى ان الفيتو الامريكي الذي افشلت به واشنطن مشروع قرار يدين اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ، واجه ادانة واستنكارا دوليين واسعي النطاق .

اذ اكدت الخارجية الروسية انّ فيتو الولايات المتّحدة على مشروع القرار حول القدس نهج مخالف لإرادة العالم ، فيما ادانت ايران امس الثلاثاء الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن لإفشال قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جهته ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط،امس الثلاثاء، بالفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار المقدم من مصر إلى مجلس الأمن لحماية وضع القدس، مؤكدا أن الدول العربية ستطلب قرارا «ملزما» من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الاعتراف الأمريكي بالمدينة عاصمة لإسرائيل.

هذا وأعلن البيت الابيض تأجيل زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بنس المثيرة للجدل الى منطقة الشرق الأوسط وسط الاحتجاجات المستمرة على قرار واشنطن المتعلق بالقدس وكان من المقرر ان تبدأ زيارة بنس الى مصر وإسرائيل امس الثلاثاء، لكن تم تأخيرها الى منتصف جانفي المقبل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115