ليبيا: انتهاء صلوحية الاتفاق السياسي يعيد الصدام بين حفتر والسراج

أعلن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في خطاب الى الشعب الليبي تنصّله من الاتفاق السياسي ورفضه للضغوطات والتهديدات الدولية التي تتعرض

لها المؤسسة العسكرية من أجل الرضوخ لمخرجات حوار الضحيرات، وأشار حفتر في خطابه الى انه يحترم ارادة الشعب ورهن سياسة اية جهة منتخبة. وبهذا يكون حفتر قد طوى الاتفاق السياسي الموقع بين الفرقاء الليبيين في 17ديسمبر 2015.

وفي اول ردود الافعال الشعبية خرجت مظاهرات حاشدة في بنغازي –القبة –اجدابيا- طبرق- زليتن-براك الشاطئ وطرابلس دعما لقيادة الجيش، وطالب المتظاهرون مجددا بتفويض حفتر لتولي قيادة البلاد وانهاء عمل المجلس الرئاسي.وقد ردت اجهزة حكومة الوفاق على تحركات الشارع في طرابلس بحملات اعتقال واسعة طالت معارضي الرئاسي ،اما في مصراتة فقد تطورت الامور بشكل خطير من خلال اختطاف عميد البلدية محمد الشتيوي على يد مجهولين ليجري العثور عليه مقتولا خارج المدينة.

هذا فيما يتعلق بردود الافعال الشعبية على خطاب حفتر اما رسميا فان رئيس البرلمان عقيلة صالح اكد التزامه بالاتفاق السياسي وعدم انسياقه وراء دعوات تقويض العملية السياسية. موقف يعكس انقساما جديدا من نوعه بين القائد الاعلى للجيش والقائد العام للمؤسسة العسكرية ، وكانت مصادر امنية من طرابلس اعلنت مغادرة اغلب اعضاء حكومة الوفاق طرابلس عبر مطار معيتيقة الى تونس ليل 17 ديسمبر بينما يتواجد السراج منذ 15 ديسمبر في تونس ثم غادرها الى الجزائر اين يبحث مع رئيس الحكومة الجزائرية اخر تطورات الازمة الليبية .من جانبه طالب المبعوث الاممي غسان سلامة كافة الاطراف الليبية بعدم تقويض الاتفاق السياسي .

السراج يرفض الانقلاب على الاتفاق السياسي
وفي سياق ردود الافعال الرسمية اكد فائز السراج دعوة حفتر الانقلاب على مسار التسوية السياسية الجارية برعاية الامم المتحدة، ويرى مراقبون بان اللقاءات السابقة بين السراج وحفتر سواء في ابو ظبي او باريس لم تنجح في ازالة الخلاف بينهما ورغم التظاهر بالتوافق فيما بينهما وصدور بيانات واتفاق على جملة من النقاط، فانه بمجرد عودتهما الى ليبيا يعود الانقسام والخلاف .وهذا ما ذكر به حفتر في خطابه اول امس . ويتهم حفتر السراج بالخضوع للجماعات الاسلامية والقوى الخارجية في حين يتهم السراج حفتر بالسعي للانقلاب على العملية السياسية والسيطرة على الحكم . الى ذلك يدافع انصار حفتر عن وجهة الرأي الاخير ورفضه الاعتراف بالاتفاق السياسي كطريق لتجاوز الازمة ويؤكد هؤلاء بان حفتر لا يسعى الى تكريس نظام الحكم الفردي وعسكرة الدولة والدليل التزامه الدائم بالرضوخ لأية جهة شرعية منتخبة .

ويعترف انصار حفتر ومعهم أنصار القذافي بان الاتفاق السياسي والحوارات التي رافقته انتهت بفشل ذريع وأن المجتمع الدولي يضغط للتمديد غير القانوني للاتفاق السياسي، ويرى هؤلاء بان الحل الآن هو إنشاء مجلس عسكري اعلى وحكومة أزمة مصغرة والذهاب بأسرع وقت لانتخابات برلمانية ورئاسية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115