لبحث الأزمة الليبية: ماذا في لقاء وزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد اليوم في تونس ؟

بعيدا عن حالة الترقب في طرابلس وليبيا عموما ينعقد صباح اليوم الاحد في تونس الاجتماع الدوري لوزراء خارجية تونس – الجزائر

ومصر لبحث اخر مستجدات الملف الليبي على ضوء ما توصلت اليه خطة العمل الاممية والعقبات التي تعترضها. وكان اللقاء السابق لوزراء خارجية دول الجوار الليبي جدد دعم مبادرة الامم المتحدة وأشاد بما يبذله المجلس الرئاسي ومجلس النواب والأعلى للدولة لحل الازمة كما عبر وزراء خارجية دول الجوار عن الارتياح لتقدم مسار مفاوضات توحيد الجيش الليبي .

والسؤال المطروح في ظل شبه جمود العملية السياسية والعراقيل التي تواجه مبادرة غسان سلامة هو هل تكفي اجتماعات الإطراف الاقليمية ودول الجوار وبيانات دعم الاتفاق السياسي لحل الازمة الراهنة ،و ماهي الخطوات المطلوبة للتدارك ؟.

بداية لابد من الاشارة الى وجود حلقة مفقودة وغائبة عن اداء وخطة عمل الامم المتحدة والأطراف الدولية المتدخلة في الازمة . اداء وخطة عمل غاب عنها الاتصال الميداني والوضوح والشفافية، كما جرى تجاهل ملفات هامة كالمصالحة الوطنية الشاملة وعدم العمل بالجدية المطلوبة لإيجاد عنصر الثقة بين الاطراف المحلية.حيث يتخوف كل طرف من الاخر، كما فشلت كل الاطراف الدولية بما فيها الامم المتحدة في توفير الحد الأدنى للضمانات التي يطلبها الفرقاء المحليون والتي تشجعهم على الانخراط في العملية السياسية. خطوات التدارك بإمكان غسان سلامة وفريقه القيام بها بالتعاون مع بعثة الجامعة العربية المؤهلة للعب دور في هذا الاطار لما تحظى به من قبول لدى الأطراف المحلية للازمة .

عامان على الاتفاق السياسي
ويجمع المراقبون على ان الاتفاق السياسي ببلوغه العام الثاني اليوم الاحد دون انجاز الحل النهائي للمعضلة ووضع حد للصراع في ليبيا، يبدو من الصعب انجاحه وفرضه على الارض رغم تأكيد المجتمع الدولي على انه الحل الوحيد للأزمة في ليبيا .السؤال للمرة الثانية الي اي مدى يمكن تحقيق ارادة المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمجتمع الدولي؟
واضح ان الامم المتحدة في ورطة حقيقية ، ذلك انّ المبعوث الاممي غسان سلامة مكبل من جهته من تقاطع المصالح الغربية في ليبيا وانقسام مواقف تلك الدول ومن جانب ثان غياب ارادة محلية من الليبيين انفسهم . عقبات وعراقيل وعوامل هي التي اجبرت سلامة على عدم تقييد خطة عمله بجدول زمني دقيق ومحدد بما يعني ان خارطة الطريق وإنجاحها هو رهين توحيد المواقف الغربية من الازمة الراهنة وتوخي الجدية والوضوح، ومحليا وجود رغبة متبادلة لدى الجميع لإنهاء الصراع . عموما الضبابية والغموض سوف يتواصل والعقبات ستتواصل امام الامم المتحدة الى حين توفر تلك الشروط من الخارج والداخل بما يجعل المجلس الرئاسي يواصل عمله لسنة وأزيد ومعه الاعلى للدولة ومجلس النواب.
ويرى مراقبون ان مشهدا مثل هذا سيقود البلاد لانتفاضة شعبية عارمة تزيح الأجسام الحالية او تدفع الجيش الى التنصل من الاتفاق السياسي . المشهد الراهن تهيمن عليه المخاوف من تدخل عسكري خارجي من أجل حماية الاتفاق السياسي وما يدعم هذه المخاوف هو تأكيد ايطاليا استعدادها للتكفل بالتدخل اذا ما طلبت منها الأمم المتحدة سيما وأن ايطاليا لديها تواجد عسكري في ليبيا.

مجلس الامن الدولي يتدخل
من جهته جدد مجلس الامن الدولي خلال جلسة اول امس التأكيد على ان الاتفاق السياسي هو الاطار الوحيد لحل الازمة السياسية في ليبيا، وشدد مندوبو الدول الاعضاء بالمجلس على ضرورة التزام مختلف اطراف الصراع يوقف اطلاق النار تمهيدا لتنفيذ خطة عمل بعثة الامم المتحدة من تعديل الاتفاق السياسي – تضمين الاتفاق السياسي بالاعلان الدستوري – تشكيل الحكومة – توحيد المؤسسة العسكرية – اجراء الانتخابات العامة .
كما طلب مجلس الامن الدولي من مجلس النواب الاسراع بإصدار القانوني الانتخابي و بارك المجلس جهود المفوضية العليا للانتخابات في سياق الاستعداد للاستحقاق الانتخابي القادم .

غليان في العاصمة
محليا تعرف العاصمة طرابلس حالة من التوتر الامني وانتظار المجهول حيث اعلنت المجموعات المسلحة حالة النفير العام في صفوف منتسبيها تحسبا لأي تطورات من الممكن ان تحدث اليوم الاحد باعتبار حلول تاريخ 17 ديسمبر ،اي مضي عامين على توقيع اتفاق الصخيرات دون التمكن من تطبيقه على الارض او حتى التوافق على خارطة الطريق كل الازمة و التي جاءت لإنقاذ ذلك الاتفاق من الانهيار . وعلى الرغم من اجماع الفرقاء على ان الاتفاق السياسي هو الطريق والإطار الوحيد لتجاوز الازمة ، فان تلك الاطراف والأمم المتحدة تخشى من تحرك طرف ثالث نحو العاصمة طرابلس لخلط الاوراق من جديد وترجح تسريبات بان يكون انصار القذافي وراء تلك المخاوف .
معلوم ان بعض مناطق طرابلس مثل الرقيعات – سيدي السايح قصر بن غشير شهدت مظاهرات منددة بفشل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق و طالبت بطرد المليشيات المسلحة وضرورة تفويض الجيش لقيادة المرحلة الراهنة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115