الكاتب الفلسطيني فتحي براهمة لـ«المغرب»: «نتائج القمة الاسلامية اكدت ان العالـم العربي سيبقى العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينيّة»

قال الكاتب والإعلامي الفلسطيني فتحي براهمة لـ«المغرب» انّ قرار ترامب الاخير حول اعتبار القدس عاصمة لـ«إسرائيل» هو تكريس للاحتلال

وتجاهل لإرادة الاسرة الدولية ، وأضاف ان مواقف الدول العربية في القمة الاسلامية التي احتضنتها تركيا امس اكدت ان العالم العربي سيبقى العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينيّة.

اولا لو تقدمون لنا تعليقكم على اعلان الرئيس الامريكي القدس عاصمة لـ«اسرائيل»؟
قرار الرئيس ترامب قرار منحاز لـ’’اسرائيل’’ وتكريس للاحتلال وتجاهل لإرادة الاسرة الدولية وقرارات الامم المتحدة التي تقر بان القدس مدينة محتلة وهي جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة ، فالقرار الذي اعلنه الرئيس ترامب بإعلان القدس المحتلة عاصمة موحدة لدولة الاحتلال هو تكريس لسياسة الامر الواقع ومشاريع تهويد القدس وقفز عن قرارات اليونسكو ، واستهزاء بالإجماع العربي والإسلامي الذي يؤكد بان القدس عاصمة فلسطين المحتلة.

• ماتعليقكم على الموقف الرسمي الفلسطيني وأيضا المواقف العربية الصادرة تباعا في القمة الاسلامية التي انعقدت في تركيا ؟
الموقف الذي اعلنه الرئيس عباس في كلمته في القمة الاسلامية كان متوقّعا خاصة وان الادارة الامريكيّة قد تخلّت عن صفة الوسيط ، لذلك جاءت القرارات والمواقف الفلسطينية نتاج هذه السياسة وليست خطوات استباقية وإعلان الرئيس عباس بان دور الولايات المتحدة قد انتهى كوسيط انما يترجم بذلك المنهج الذي اتخذه ترامب.

• ماذا بخصوص مواقف الدّول العربيّة ، هل سنشهد تغيّرا في المواقف العربية من البيانات الى الدعم الفعلي؟
الموقف العربي برمته موقف ايجابي على المستويين الرسمي والشعبي بحيث اكدت هذه المواقف ان العالم العربي سيبقى العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينيّة، وان العرب لن يتهاونوا او يتنازلوا عن القدس لأهميتها الدينية والروحية والتاريخية ولقدسيتها في قلوبهم وأفئدتهم .
لقد اخطأ ترامب بقراره ولم يتوقّع ردة الفعل والغضب العارم فلسطينيا وعربيا ودوليا،وهذا يستوجب على الرئيس ترامب التراجع عن هذا القرار الذي يعمّق الازمة في المنطقة ويوسع دائرة الصراع ويعرض المنطقة لمزيد من العنف والصدام ويسمح لبعض القوى ان تزيد من تطرفها .

• ماذا ينتظر الفلسطينيون من القمة الاسلاميّة التي انعقدت ؟
يأمل الفلسطينيون من القمة اتخاذ قرارات حاسمة وصارمة تجبر الرئيس ترامب على وقف كافة الاجراءات والتراجع عن قراره الجائر والمعادي للقضيّة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويرحّبون بأي اجماع واصطفاف خلف القيادة الفلسطينية ومساعيها لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.

• الرئيس الفلسطيني دعا الى ضرورة تحديد العلاقة بين الدول العربية وأمريكا وفق موقف الاخيرة من القدس ، هل من الممكن ان نشهد موقفا عربيا موحدا ام ان الانظمة العربية مازالت في موقف اضعف من اتخاذ مثل هذه الخطوة ؟
الموقف العربي مرهون بجملة ظروف ومتغيرات خاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي يمر بها العالم العربي لذلك اتخاذ قرار معادي لأمريكا يحتاج لعوامل قوة وإسناد ووحدة في كافة المحافل الدولية وهذا حاليا غير متوفر بسبب الاختلاف العربي وعدم التوافق حيال كافة القضايا المصيرية كما هو في اليمن وسوريا وفلسطين.

• في ظل هذه المتغيرات كيف ترون مستقبل القضية الفلسطينية ؟
القضية الفلسطينية تعيش ظروفا صعبة وتحديات كبيرة ابرزها الانقسام وضعف الدعم العربي والإسلامي من قبل بعض الدول اضافة للموقف الامريكي المنحاز لإسرائيل وازدياد وارتفاع وتيرة الاستيطان وهذا يحتاج لجهد كبير والقيادة برئاسة الرئيس عباس لا تدخر جهدا ولا تتردد في الغوص بكل الاتجاهات لتحقيق افضل المكاسب الدبلوماسية والانجازات في كافة المحافل الدولية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115