بهدف إقناع الفرقاء الليبيين ببلوغ التوافق المنشود وتنفيذ خارطة الطريق الأممية التي تبناها مجلس الأمن الدولي في شهر سبتمبر الماضي بنيويورك .
وضمن سلسلة تلك الزيارات الخارجية التي كانت محطتها الأولى القاهرة التقى السراج مسؤولي لجنة الأزمة الليبية التي ترعى اجتماعات الحوار العسكري بين ضباط الجيش الليبي . و من القاهرة تحول فائز السراج إلى تركيا أين كانت له لقاءات مع مسؤولين أتراك و من تركيا سوف يتحول رئيس الرئاسي لحكومة الوفاق الى موسكو في محاولة لإقناع القيادة الروسية لممارسة ضغط على حليفها حفتر من اجل دعم خارطة الطريق الأممية في العملية السياسية . و أكدت مصادر دبلوماسية مقربة من السراج أن الأخير و بعد زيارة روسيا سوف يتحول مباشرة إلى تونس لمواصلة اتصالاته و مشاوراته مع وزير خارجية تونس. وتأتي تحركات فائز السراج التي عرفت نسقا مرتفعا مع اقتراب موعد 17 ديسمبر وخوفا على الانقلاب على العملية السياسية حيث إن كل المؤشرات لا سيما بالشرق الليبي توحي باعتراف طرف فاعل على الأرض برفض الذهاب إلى انتخابات عامة ما بين شهري مارس و سبتمبر 2018 . يشار إلى إن فائز السراج وعند استقباله من طرف الرئيس الأمريكي طلب من الولايات المتحدة تأمين الحماية له في طرابلس كما طالب بتسليح الحرس الرئاسي لكن إدارة ترامب رفضت الاستجابة لمطالبه . عامل آخر ضاعف مخاوف السراج بحدوث مفاجأة ما بعد 17 ديسمبر الجاري وهو انه لا يثق كل الثقة في المجموعات المسلحة التي تقوم بتأمين طرابلس في الوقت الراهن .
ويبدو ان السراج يقف أمام تحديات أمنية كبيرة فلا المجتمع الدولي الذي جبره على دخول طرابلس قدم له الدعم المطلوب لبسط سلطته ولا هو نجح في كسب تعاطف الرأي العام المحلي ولا هو كسب دعم الجيش . فالسراج اليوم موقفه ضعيف للغاية وليس له غير الشرعية الدولية وهذا العامل لوحده لن يكفل له الحفاظ على مكانه وهو يدرك تمام الإدراك بان المجتمع الدولي والدول الكبرى لن يتدخلوا عسكريا في حال جرى الانقلاب على المجلس الرئاسي في طرابلس . في سياق البحث عن حل للازمة السياسية أعلن ووزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي لدى اجتماعه مع نظيره القطري عن احتضان تونس الأحد القادم الاجتماع الدوري لوزراء خارجية تونس – الجزائر ومصر. و جدد وزير الخارجية التونسي حرص دول الحوار الثلاث على التسريع بتجاوز الفرقاء في ليبيا خلافاتهم وتنفيذ خارطة الطريق الأممية.
مجلس النواب يستأنف جلساته
ذكر المتحدث باسم مجلس النواب في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية عن انعقاد جلسة للبرلمان اليوم الثلاثاء من اجل استكمال المشاورات حول تعديلات الاتفاق السياسي التي تفاهمت حولها لجنة الصياغة الموحدة من خلال حوار تونس برعاية بعثة الأمم المتحدة . وحول مسار المفاوضات وانجاز المبادرة الأممية كشفت أنباء من طرابلس عن اعتزام المبعوث الأممي غسان سلامة عقد المؤتمر الوطني الشامل ب 180 مشارك ، بحساب 60 مشارك عن كل إقليم من أقاليم ليبيا . ذات المصادر أضافت بان سلامة وفي حال تهاون مجلس النواب والأعلى للدولة في انجاز المطلوب فانه سيلتجئ إلى مخرجات المؤتمر الوطني الشامل .