جمعة غضب ..مسيرات جماهيرية .. وبوادر «انتفاضة» ثالثة على الأبواب

جابت مظاهرات حاشدة الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة رافضة لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القدس عاصمة للكيان الصّهيوني ، في جمعة غضب دعت اليها الفصائل المقاومة وحركة حماس لبى فيها الفلسطينيون النداء وتجمعوا عقب صلاة الجمعة امس في مسيرة جماهيرية غاضبة في كافة المدن المحتلة . وقال مراقبون أنّ هذا التصعيد قد يعلن ولادة ‘’انتفاضة شعبية فلسطينية’’جديدة دفاعا عن القدس كعاصمة أبدية لفلسطين.

وتأتي هذه التحرّكات الاحتجاجية في الأراضي المُحتلّة -والّتي وصل صداها الى عدد كبير من دول العالم- رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تلّ أبيب إلى القدس، فيما حذّرت الأجنحة العسكريّة الفلسطينيّة من تداعيات القرار على مصالح أمريكية في المنطقة. وسجلت مظاهرات الامس استشهاد فلسطيني ، واصابة 305 اخرين بحالات اختناق ورصاص مطاطي وحي، خلال مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، ظهر امس الجمعة. أما في قطاع غزة، فقالت وزارة الصحة، إن 35 فلسطينيا، بينهم حالتان حرجتان، أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات المندلعة شرقي القطاع. واستخدم الجيش الإسرائيلي، الرصاص وقنابل الغاز، وسيارات المياه العادمة خلال تفريق تلك المسيرات. واقتحمت قوات إسرائيلية خاصة ساحة المعتصمين في باب العامود، واعتدت بالضرب على المتواجدين، وطردتهم، كما طردت الصحفيين المتواجدين، وأفرغت المنطقة.

ويرى متابعون ان الولايات المتحدة الامريكية قطعت بهذه الخطوة الجائرة مع سياسة أمريكيّة دامت عقودا فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، وهو ما أثار موجة من القلق في العالم العربي ولدى حلفاء واشنطن في الغرب أيضا .

ضرورة الدعم السياسي للمظاهرات
من جهته قال الكاتب والمحلّل السياسي الفلسطيني مصطفى ابراهيم ان قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب يأتي في سياق تعهدات ترامب الانتخابية نتيجة العلاقة المتميزة بين اللوبي الصهيوني والإدارة الامريكية . وتابع ابراهيم ان هذا الاعتراف ضرب كل ما يتحدث عنه ترامب من مسار التسوية ، وهو ما يثبت ان الادارة الامريكية والإدارات السّابقة لم تقدّم شيئا للسلام كما كان يعتقد الرئيس ابو مازن او العرب بان الولايات هي شريك أساسي في العقوبات المفروضة على كيان الاحتلال وأنها تحاول ردعه عن ممارساته في حق اصحاب الارض. وأضاف محدّثنا ان قرار ترامب خطير ويؤسس لمرحلة قادمة اخطر على مستقبل القضية القضية الفلسطينية وتاريخها.

وتابع « من البداية هذا الكيان اقيم من خلال الدعم الاستعماري البريطاني ثم الحرب العالمية الثانية ، ثم جاء دور الولايات المتّحدة الامريكية باعتبارها قائدة الحركة الامبريالية العالمية التي استكملت مشوار تمكين الحركة الصهيونية من الاراضي الفلسطينية عبر تقديم الدعم لها ماليا واقتصاديا وسياسيا».

وعن امكانية الحديث عن انتفاضة فلسطينية ثالثة قال محدّثنا «ان الظروف الموضوعية اختلفت الان، لكن اذا تمعنا جيدا فان الفلسطينيين لديهم الامكانيات ان يقودوا ثورة وانتفاضة اكثر غضبا، وهي ليست مرتبطة فقط بالمسيرات التي تشهدها اليوم الاراضي المحتلة اذ خرج الناس من المساجد باتجاه الساحات والميادين وهم يعبرون عن غضبهم وأيضا في القدس الغربية المحتلة والمناطق الحدودية مع قطاع غزة ،هذه ردود الفعل الغاضبة اذ لم تُستثمر سياسيا وإذا لم تكن السلطة الفلسطينية على راس هذه المظاهرات والقيام بخطوات فعلية جدية لإبراز خطورة الخطوة التي اتخذها ترامب ‘’.

وقال ابراهيم ان غالبية المجتمع الدولي يدرك ان هذا القرار الخطير قد يفجر موجة من العنف واضطرابات خطيرة في المنطقة وهو خلف غضبا دوليا واسع النطاق ، بالتالي الاهم هو دعم المظاهرات بخطوات سياسية نابعة من رأس السلطة ممثلة في الرئيس الفلسطيني محمود عباس .

وأضاف الكاتب الفلسطيني هناك انباء عن إلغاء الرّئيس لقاءه مع نائب الرئيس الامريكي ، مشيرا الى أنّ هذه الخطوات سيكون لها تأثير كبير على مسار الاحتجاجات والغضب الفلسطيني . مضيفا «يجب ان تخرج الجماهير خلف قيادة تتمرس بالثوابت وتحدي قرار ترامب ورفضه بوضع خطة وطنية وخارطة طريق لاستعادة الثقة بين القيادة والجماهير ، اذا لم تقتنع الجماهير الغاضبة وتسمع بالخطوات الرافضة لتصريح وقرار ترامب من ابو مازن ستصاب بالإحباط واليأس ولن تقف أو تشكل سندا أو سدا لأحد ‘’.

وتابع «من دون ان يشعر ترامب بجدية الخطوات والقرارات ويشاهد الاضطرابات والفوضى التي سببها تعم كل ارجاء فلسطين وسيقتدي بها العرب سيمر قرار ترامب دون اي ردع».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115